يبدو ان دائرة ضريبة الدخل والمبيعات قد ابدت جديتها مؤخرا بملاحقة نشطاء ومشاهير السوشال ميديا، بعد ان اعلنت عن انذارها الأخير لهم بضرورة تصويب اوضاعهم وتقديم اقراراتهم قبل ان تبدأ بتطبيق المعايير القانونية عليهم، بعد ان لمست حالة من الرفض من كثيرين منهم واستخفافهم بقدرة الدائرة على ملاحقتهم، فكيف ستتعامل دائرة الضريبة معهم؟، وما قدرة الضريبة على ملاحقتهم وتحديدهم؟، وما هي آلية التتبع التي سيقاس عليها؟.
مشاهير ونشطاء السوشال ميديا اليوم باتوا امام اعين الجميع وليس الضريبة وحدها، فجميعنا يتابعهم ويشاهد حجم وكم الاموال التي يحصلونها من وراء وسائل التواصل الاجتماعي والتي اصبحت تظهر على معالم حياتهم اليومية وذلك من خلال تقديمهم لخدمة الاعلانات للمحال والمولات والمطاعم والشركات، بالاضافة الى ما يحصلوه من (بث اللايف) وما يحصلوه من داعمين لهم، ولان القانون يطبق على الجميع فان دائرة الضريبة أصبحت اليوم امام ازدواجية ترفضها وتكمن في انها تحصل ضريبة الدخل والمبيعات من الجميع باستثنائهم لينطبق عليهم المثل العربي الذ? يقول (زيد يرث وعبيد ما يرث) وهذا ما ترفض الدائرة استمراره.
جميع النشطاء والمشاهير يعتقدون ان دائرة الضريبة ليست جادة في تطبيق القانون عليهم كما بقية المكلفين من دافعي الضريبة في المملكة سواء ضريبة دخل او مبيعات، وهذا الاعتقاد لن يطول كثيرا وخاصة ان الدائرة تستعد لشن حملة كبيرة لملاحقة النشطاء والمشاهير ممن يجنون اموالا ودخولا خاضعة لقانون الضريبة المعمول فيه في المملكة والذي ينص على ان كل فرد واسرة تخضع للقانون عند تجاوز دخولها السنوية 9 آلاف للفرد و18 الفا للاسرة، الامر الذي يجعل من استثناء هؤلاء محاباة واستهتارا في القانون.
المشاهير والنشطاء لم يعودوا اليوم مجرد مقدمين محتوى، بقدر ما تحولوا الى بائعين خدمة اعلان واشهار للكثير من المحال والاسواق والمطاعم ويحصلون مبالغ مالية كبيرة تتراوح ما بين 500- 5000 الاف دينار للاعلان الواحد بالاضافة الى ما يحصلونه من (بث اللايف) والتي يقدر كل لايف وحسب المتابعين لهم من 100- 6 الاف دولار عن كل بث يقومون به.
ضريبة السوشال ميديا او ضريبة الشهرة، ليس الاردن اول من لجأ اليها فكثير من الدول في العالم ومنها دول عربية بدأت بتطبيقها على المشاهير لديها وحققت نجاحات في هذا الجانب ومنها السعودية والامارات ومصر، من خلال وضع كوادر واليات تتبع لهؤلاء المشاهير وجعلهم يدفعون ضريبة عادلة تتوافق مع الدخول المتأتية اليهم، فالضريبة اليوم تتطور مع تطور التكنولوجيا فلم تعد الضريبة وتحصيلها محصورا بالتجارة والدخول التقليدية وخاصة اننا نعلم ان العالم بدأ يشهد ثورة بالتجارة الالكترونية للانتشار الشاسع لوسائل التواصل في المملكة والعال?.
ختاما، هذه المرة الضريبة لا تمزح ولا تناوش لمجرد المناوشة حينما دعت مشاهير ونشطاء السوشال ميديا الى تقديم اقراراتهم الضريبية طوعا وخلال فترة زمنية لن تطول كثيرا، لتبدأ بعدها الدائرة وكوادرها بملاحقة هؤلاء والتعامل معهم معاملة المتهربين ضريبيا، فسارعوا وانضموا الى ركب المكلفين والدافعين للضريبة طوعا قبل ان يأتيكم الطوفان فانتم ليس افضل من دافعيها.