خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الاستشراف الملكي في بعديه السياسي والعسكري

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
النائب د. فايز بصبوص

الدعوة الأردنية قبل الحرب في أوكرانيا بأسابيع للأردنيين بمغادرة الأراضي الأوكرانية، وخاصة الطلبة كانت دعوة في محلها رغم أنها كانت سابقة لكل الدول في هذا التوجه، وذلك لان المراقبين الدوليين السياسيين والعسكريين، لم يتوقعوا حدوث تلك المعركة بصرف النظر عما تناقلته وسائل الإعلام وخاصة بعد جائحة كورونا، فكان العالم يتهيأ إلى إعادة ترتيب الأوضاع السياسية والاقتصادية، وهو ما أجمع عليه المراقبون بغض النظر عن الدعاية المسبقة التي كانت تحذر من حرب وشيكة.

هنا جاء التحذير الأردني وقبل الحرب الى ابناء الجالية الاردنية وخاصة الطلبة بمغادرة الاراضي الاوكرانية وذلك انطلاقا من البعد الاستشرافي العميق لجلالة الملك من خلال قراءة موضوعية وحقيقية للواقع العالمي، وبذلك كانت الأردن سباقة في فهم ما سيحصل وأن الحرب قادمة لا محالة.

هذه المقدمة للإجابة على كثير من التساؤلات حول القرار الأردني بدعوة رعاياه مغادرة الأراضي الأوكرانية مستهدفا الرعايا الذين اختاروا البقاء في أوكرانيا، هذا سؤال مشروع يكمن جوابه في تطور الأحداث على الارض هناك.

التحذير جاء قبل إعلان الرئيس بوتن الاحكام العرفية في مقاطعات لوجانس ودنسك وزبروجيا وخيرسون والذي أراد من خلالها «الكرملين» بتثبيت مفهوم السيادة السياسية في هذه المقاطعات بعد الاستفتاء الذي أجرته روسيا في تلك المقاطعات، والتي أعلنت واعترفت بالسيادة الروسية على هذه الاراضي، وهذا يعني أن أي اعتداء على تلك الأراضي هو اعتداء على أراضي الفيدرالية الروسية، وهو تحويل العملية الخاصة إلى معركة بين الدولتين، وهو ما يعني عسكريا، أن روسيا وخلال فترة الأسبوع، ستباشر بتغيير استراتيجي في سياق العملية العسكرية بما يتوازى ومفهوم المعركة. بكل وضوح تدمير كل المراكز العسكرية الاستراتيجية والبنية التحتية للدولة الأوكرانية وإسقاط العاصمة الاوكرانية كييف سقوطا عسكريا وليس من خلال الاحتلال المباشر ونعني بالضبط ان كييف ومدينة الفوف واديسا وخاركوف ودنيبرابتروفسك ستصبح اهدافا مشروعة للتدمير شبه الشامل، وهو ما يعتبر نتيجة طبيعية للتحول في قواعد الاشتباك التي انتقلت من العملية العسكرية الى معركة للدفاع عن الوطن كما تروج له روسيا، وهذا بالضبط السبب الحقيقي وراء تلك الدعوة من «الخارجية» لجاليتنا الحبيبة في أوكرانيا رغم أن كل وسائل الاعلام تقول بأن هناك تقدما بابعاد استراتيجية للقوات الأوكرانية على جبهتي خاركوف وخيرسون، وهو تقدم بطيء يعتبر بمعايير الصدام العسكري وهو بدأ بالمراوحة المكانية منذ أسبوع، لذلك فأنني على قناعة بأن الرد الروسي الحقيقي والتحول في قواعد الاشتباك سيجعل كل الاراضي الاوكرانية اهدافا مشروعة ومستهدفة، وأن طبيعة الاسلحة التي ستستعملها روسيا ستكون اسلحة جديدة وذات ابعاد تدميرية هائلة، وأن الضربة العسكرية الروسية والتي استهدفت العاصمة وعدة مراكز للسيطرة والطاقة بعد تفجير جسر القرم، قد بعثت برسالة واضحة المعالم بان التحول الى العقيدة العسكرية الروسية القائمة على التدمير الكلي لكل روافد الجيش الاوكراني وخاصة الاسناد اللوجستي سيكون هدفا لتلك الاسلحة الفتاكة.

بالضبط هذا هو الاستنتاج الواقعي لمسارعة الدبلوماسية الأردنية بدعوة «الجالية» إلى خيار «المغادرة» لأن نطاق ومدى الاستهداف الروسي سيكون على مساحة كل أوكرانيا، وصولا إلى الحدود البولندية التشيكية الملدافية أي تلك الحدود التي تستمد من خلالها أوكرانيا إسنادا لوجستيا لا حدود له من قبل الدول الغربية.

إذن دعوة «المغادرة» دعوة جادة نتيجة لهذه القراءة، ونحن هنا لا نود أن نتطرق الى حجم الازمة الاقتصادية الاوروبية والتي تنذر بكارثة اقتصادية لا يحمد عقباها، وأن انعكاسات ذلك بدأ على غياب الاستقرار السياسي في دول مثل فرنسا وبريطانيا وهي نتائج أولية للقادم من الأيام، ولذلك سينخفض منسوب الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا وهو سبب آخر إلى حتمية مغادرة جاليتنا الأردنية.

ومن يريد جواباً على هذا السؤال المركزي لماذا المغادرة فانه سيلقى جوابا من خلال التعمق في الرؤية الاستشرافية السياسية والعسكرية التي يتمتع بها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي وظف كل خبرته العسكرية والسياسية في قراءة موضوعية للتحولات القادمة وان تلك الازمة ستنعكس انعكاسا مباشرا على الاقتصاديات النامية وخاصة في منطقتنا

من هنا جاء الاسراع في انجاز مهام التشبيك الملكي في الاقليم والذي يدعو الى مقاربة عربية سريعة في حل الازمة السورية لما لها من انعكاس على العمل العربي المشترك وثقل يؤدي الى اضافة الجمهورية العربية السورية الى استراتيجية التشبيك الملكي الاقليمية في اطارها التنموي والاقتصادي كركيزة للتكامل الاقليمي.

ومن جانب آخر فان إعلان استراليا العودة عن الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وتبنيها رؤية الأردن حول حل الدولتين ورفضها نقل السفارة الاسترالية إلى القدس، يتطابق بكل تفاصيله مع الرؤية الأردنية التاريخية لهذا الحل، وهذا بالضبط نتيجية طبيعية لحجم الدبلوماسية الاردنية في التواصل مع كل دول العالم، والذي يتوازى مع تصعيد الكيان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني الذي ذهب إلى آليات مبتكرة خلاقة تجعل كلفة الاحتلال باهضة جداً، وخاصة مع بروز ظاهرة المقاومة العميقة، والتي تقوم بفعلها المقاوم تحت يافطة «عرين الأسود» وهو ابتكار مقاوم جعل الكيان الصهيوني يخرج عن قواعد الاشتباك التقليدية، في محاولة للاستجابة مع الاقتراب الكلي عن ظاهرة «عرين الأسود» الباسلة، هكذا هي دبلوماسيتنا تقرأ ما بين السطور وخلفها، وسنشهد تتابع الدعوات للمغادرة من قبل أغلبية دول العالم كما أعتقد في الأيام القادمة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF