خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ما هو دور النخب الأردنية في الأمور العامة؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. محمد كامل القرعان

في المجتمع نخب متعددة الاختصاصات وكل من هؤلاء عارف بمجال تخصصه، وهذه النخب من المفروض أن تكون مثالية في آداء مهمتها بدافع الانتماء الوطن بل لما لها من دور كبير في تنشئة فكر وسلوك المجتمع وصناعة توجهه؛ والمجتمع الصحي والسليم يبنى بأعمدة من النخب الوطنية التي تحدد طبيعة ذلك المجتمع ورقيه، وبالتالي لا يصبح هناك بناء دون تضافر هذه الجهود والخبرات مجتمعة.

لكن السؤال: هل هناك دور للنخب في المجتمع؟ وهل تؤدي دورا إيجابيا أم سلبيا في مجريات الأحداث؟ وهل رأيها مهم بالنسبة لصانع القرار؟ ونؤكد هنا بانه لا دور ملموسا وملحوظا للنخب في مجتمعنا ولا يرقى للتكامل؛ لذا من المفروض أن يكون لهذه الفئة دور حاضر لتقود الدولة لمصاف الحداثة، بحرفية وحرص وبعد نظر، كما أن للمجتمع حقا على هذه النخب وهو يعلق عليها آمالا وطموحات لمواجهة التحديات والتغلب على الصعاب كافة بما يعكس واقع المجتمع والرأي العام.

وفي الدول المتقدمة لا يستهان بدور هذه الفئة في التأثير على مجريات الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعتبر مرجعا مهما للدولة باعتبارهم صناعا للسياسة والاستراتيجيات ومنهم الكتاب والمعلمون والاعلاميون والاقتصاديون والتجار والفنانون والباحثون وأساتذة الجامعات وقادة العمل المجتمعي والعشائري ومن تولى مسؤوليات في الدولة وغيرهم، فهم باستطاعتهم توجيه الرأي العام والمجتمع والرقي بالفكر؛ لذلك لا أحد ينكر دورهم الكبير في التغيير وتحديد مسار المجتمع والدولة، وتسهيل مهمة القيادة وصناعة القرار إذا ما أخذ بمشورتهم.

ولو تمحصنا الحاضر والماضي؛ فهل حقا تعطى النخب دورا لتقول رأيها؟ أم أنها مجرد ديكور؟ وهل يفسح لهم المجال للعمل؟ إن المرجو الآن من النخب من خلال فكرهم ومؤلفاتهم وكتاباتهم وأبحاثهم وندواتهم ومحاضراتهم الاستفادة من تجاربهم والقيام بواجبهم تجاه مجتمعهم ومستقبله والبدء بالتصحيح بالمسيرة وتصويب الإخطاء بغية خدمة المجتمع وتطوره؛ لأننا ننظر لهذه النخب بصفتها مميزة في عقلها وتفكيرها وأدائها ولديها مقدرة لتقود مسيرة التغيير، وأيضا لبعد نظرها ومعرفتها الدقيقة بمشاكل مجتمعاتها والمعوقات التي تعيق التنمية بكل أنواعها، وبالتالي لزاما عليها التحرك؛ لكن ومن المؤسف وحتى الآن إيجابيات عمل هذه النخب غير ملموسة للمجتمع ؛ لأن جهودها مبعثرة وغير مؤثرة بما يكفي باستثناء بعض الحالات التي لا يقاس عليها. ومن المفترض اليوم أخذ دورها بصورة جدية وأول خطوة يجب القيام بها هو عملية إرشاد وتنوير المجتمع بما يقع على كاهله من مسؤوليات ومحاربة السلبيات كافة، والطلب منه أن يكون إيجابيا ويقوم بالعمل المطلوب منه وإمداده بالمعلومة الصادقة والصحيحة. كما أن للنخب دورا سلبيا يجب الحذر منه في تأجيج الأزمات وافتعالها بل على العكس يجب العمل على خفضها والتقليل من شأنها ومحاربتها، ولكن الدور الذي قامت به بعض النخب وفي مجالات معينة وجزء من النخبة السياسية، كان له تأثير كبير على الرأي العام في الأردن وعلى مجمل الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وامتد تأثيره على مساحة أكبر من الوطن، ولذلك فهذه النخب المؤثرة في الرأي العام عليها مسؤولية كبيرة ويجب أن تكون لها رسالة وطنية تخدم. المسيرة وعجلة التحديث السياسي وتوجيه المجتمع للفعل الصح ودعوتهم لتجنب السلوك المنحرف، وأن لا يكونوا مدعاة للعداء مع الدولة، ولذا كان على هذه النخب أن تجنب المجتمع الكراهية والإحباط والعداء المصطنع التي لا تخدم الأمة وتطلعاتها ومستقبلها. وختاما، هل ننتظر من هذه النخب تجنيب المجتمع صراعاتها الشخصية وتصفية الحسابات فيما بين بعضها، والتوجه نحو دفعه باتجاه تغير نظرته وقناعاته السوداوية بالمستقبل.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF