كتاب

«السوريون».. أردوغان في حيرة من أمره! 

يواجه اللاجئون السوريون في تركيا ظروفاً صعبة منذ أشهر، وتضييقا رسميا من السلطات هناك، حيث بدأت تتخذ إجراءات إدارية ضدهم، في هدف واضح لإرغامهم على العودة الطوعية إلى بلادهم التي نزحوا منها ابتداء من عام 2011 جراء الحرب الأهلية التي اندلعت هناك.

وبدأت تركيا اتباع سياسة غير ترحيبية باللاجئين السوريين الذي يبلغ عددهم 3 ملايين لاجئ منتشرين في المدن التركية، خاصة بعد استغلال المعارضة لورقة اللاجئين واستخدامها انتخابياً ضد الرئيس رجب طيب اردوغان الذي يخشى ان يخرج من السلطة في الانتخابات التي ستجري في العام المقبل.

استخدام المعارضة القومية موضوع اللاجئين «العرب» كــ » فزّاعة»، بدأ يقلق الرئيس اردوغان الذي بات يفكر جدياً بإعادة الاتصال المباشر مع الرئيس بشار الاسد، سعياً لطي صفحة 3 ملايين لاجئ بدأ الشعب التركي يشكو من تبعاتهم على البنية التحتية، وازداد الضغط على اردوغان وحزبه «العدالة والتنمية»، خاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب التركي، حيث أظهر استطلاع للرأي رغبة 82% من المستطلعة آراؤهم بعودة اللاجئين الى بلادهم.

وازداد الخطاب الشعبي والنبرة المسيئة للاجئين السوريين خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي بات ينذر بوقوع مشاكل وأحداث قد تستهدفهم بغية دفعهم للترحيل القصري، رغم توقيع تركيا على اتفاقيات حقوق الإنسان واللاجئين التي تمنع الإعادة القسرية للاجئ، فيما لا تمانع الإعادة الطوعية، وهو ما يسعى إليه حزب العدالة والتنمية لنزع البساط من تحت المعارضة القومية، حتى لو تطلب الأمر زيارة اردوغان الى دمشق واعادة العلاقات الى طبيعتها كما كانت قبل آذار 2011 .

ومنذ خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم الانتخابات المحلية في اسطنبول عام 2019، ارتفعت نبرة المعارضين لسياسة الهجرة المُرحبة باللاجئين السوريين داخل الحزب، وهو الأمر الذي بدأ يظهر في الاجراءات الادارية القاسية المتخذة ضدهم، حيث تثبت إقامتهم في المدينة التي يقيمون بها، والسفر يكون بوثيقة خاصة، فيما منع أبناء السوريين القادمين من المدن التركية الى اسطنبول من الالتحاق بمدارس المدينة..!.

كما أن اللاجئين السوريين بدأوا يواجهون هناك إجراءات سلبية خلال عملية تحديث بياناتهم السنوية، كإطالة مدة الانتظار، مما قد يدفعهم الى الابتعاد الى المناطق الحدودية وهو ما بدأ يشعر به اللاجئون خلال الفترة الحالية خاصة مع تصاعد التصريحات التي تصدر عن وساطة روسية للتقريب بين انقرة ودمشق، وهو ما قد يحدث في أي لحظة، فالانتخابات التركية على الأبواب ولن يبقى أردوغان صاحب المواقف المتقلبة، مكتوف الايدي، فهو لن يغامر بمستقبله السياسي وله كلفه الامر اعادة العلاقات مع سوريا، وهو ما قد يحدث خلال الفترة المقبلة، التي قد تصل لاسابيع او اشهر، فلا ثوابت في الاستراتيجية السياسية التي يتبعها الرئيس التركي، فمصلحته وحزبه أولاً.