الصلابة والتكامل والعمل المشترك الشفاف وغير المرهون بأجندات مسبقة أو خلف الكواليس كما يدعي البعض أدى إلى إنجاز استراتيجي بدلالاته، عندما أعلن وزيرا النقل والداخلية، إضافة إلى وزير النقل الفلسطيني عاصم سالم عن إيقاف الخط الدولي المنتظم في مطار «رامون» المثير للجدل، وبذلك أغلق الباب أمام من كان يروج إلى أن هناك خلافات أردنية فلسطينية حول هذه المسألة ترقى إلى مستوى الصدام.
فقد أوضح الجانب الفلسطيني أنه لم ولن يكون مع المخطط الصهيوني القائم على إحداث أي شرخ في العلاقة بين فلسطين والأردن، وأن الجانب الفلسطيني بالتعاون والتكامل مع الأردن قرروا مواجهة هذا المخطط بشكل مشترك، أما بالنسبة لنا فقد أوضح وزير النقل وجيه عزايزة أن الأردن هو الذي وقف رسمياً وقانونياً منذ عام 2019 وراء منع تسيير رحلات دولية عبر مطار تمناع الصهيوني المسمى اليوم بمطار رامون..
رغم ذلك هناك مسائل ما زالت عالقة مع الكيان الصهيوني حول انتهاكات مستمرة من قبل الطيران الصهيوني خلال عمليات الاقلاع والهبوط للطائرات من هذا المطار المثير للجدل،
والأهم من كل ذلك أن الجانب الفلسطيني فوجئ بحجم الاجراءات التي يتخذها الأردن من رفع مستوى الخدمات على الجسور وصولاً إلى اعتباره معبراً دولياً من خلال معالجة كل احتياجات تشغيل المعابر والجسور مع فلسطين بأعلى المعايير وأفضلها وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك ورئيس الوزراء.. وأن الأردن قد خصص عطاء بقيمة 150 مليون دينار بهدف تحسين البنية التحتية على الجسور والمعابر، وهذا ما أكده وزير الداخلية مازن الفراية عندما قال: «إن الأردن هو سند الفلسطينيين لم يكن ولن يكون إلا معهم وكل التفاصيل المتعلقة بالجسور والمعابر تحت التقييم والدراسة والإجراءات ستتخذ بما فيه مصلحة الشعبين».
كل ذلك قد أشرت له في مقالتي السابقة بأن التكامل البيني والمواجهة المشتركة، وخاصة على المستويين الرسمي والشعبي سيؤدي حتماً إلى إنجازات على الأرض والأهم من كل ذلك هو أن تتوحد الجهود في جعل البوصلة مركزة على القضايا المحورية التي تخدم البلدين الشقيقين، وأن تركز الأولويات الوطنية على محاربة الإشاعة والتشكيك ومحاولة حرف البوصلة نحو الشعبويات المقيتة التي تهدف في كل مرحلة من مسيرة هذا الوطن إلى وضع العراقيل أمام كل محاولة لمواجهة تحديات خطرة «فتنوية» تمهد إلى خلق شرخ مع الاشقاء الفلسطينيين في بعدها الخارجي وحصانة الجبهة الداخلية في بعدها الداخلي، وهو ما تم تجربته مراراً وتكرراً، ولم ولن ينجح في ظل الإحاطة الملكية السامية بهذا الملف، وانطلاقاً من وعي ووجدان الشعب الأردني والمستوى المتطور للمسؤولية المجتمعية التي يتمتع بها شعبنا الأردني وذلك الحس السياسي الرفيع الذي يتمتع به الشعب الفلسطيني والذي يقرأ الاخطار بدقة بالغة بين السطور وهو على قناعة مطلقة بأن الأردن هو السند، وهو رافعة النضال الفلسطيني الناجز بإذن الله.