غريب ما يحدث في مجتمعنا، فظاهرة التصيد لكل ما هو سلبي وابرازه على انه واقع حالنا اصبح سمة مرتبطة ببعض السوداويين القبحين والذين يسعون الى بث السواد فينا واظهارنا أمام العالم بصورة لا تليق بواقعنا ولا حالنا ولا قدراتنا متجاهلين الايجابيات ويسلطون الضوء على اتفه الاخطاء ويعظمونها، فماذا تغير فينا ولماذا اصبحنا لا ننظر الا للسواد ونتبعه دونما اي وعي لانعكاساته الخطيرة على الوطن.
نعم هناك بعض الاخطاء غير ان البلاد مليئة بالايجابيات والانجازات والتي يشير لها ويشهد بها الغريب قبل القريب ويضربون بما نحقق الامثال وفي مختلف المجالات والقطاعات والخدمات، غير ان البعض يصر ويرفض ان يسلط الضوء عليها او يشيد فيها ويكتفي بتسليط الضوء على بعض العثرات الناتجة عن اخطاء فردية تعمم على انها حاله البلاد، فخطأ طبي هنا او هناك يسلط الضوء عليه بطريقة تسيء لقطاعنا الطبي والانجازات الكبيرة والتي فيها سباق في كل شيء، ولان مثل هذه الحالات ليست وحيدة فمثلا عند حدوث جريمة قتل في اي منطقة يسلط الضوء عليها لنصور أمام العالم على اننا نعيش في اكبر دولة اجرامية، بينما يتناسون او يتجاهلون اننا نعيش في اكثر البقاع امنا وسلاما فيجولون فيها حتى مطلع الفجر امنين سالمين.
ما ذكرت من حالات ما هي الا جزء بسيط لحالات كثيرة يسعى اليها البعض من خلال هذه الظاهرة القاتلة للوطن غير انها تدفعك الى التساؤل لماذا كل هذا الحقد واللئم على وطن قدم ويقدم الكثير، كما ان معظمنا دائما ما يغطي على عيوب وفضائح ومشاكل واسرار بيته فلا يعلمها احد مهما كان قريبا وكل هذا ليحافظ على سمعة البيت امام الجيران واهل المنطقة والاقارب، فلماذا يسعى البعض إلى تسليط الضوء على اسرار واخطاء ومشاكل الوطن وهو البيت الكبير أمام العالم والمنطقة؟، الامر الذي سينعكس على كل شيء سلبيا امام كل العالم.
اليوم نحن أمام فرص كثيرة وواعدة في السياحة العلاجية والسياحة التقليدية وجذب الاستثمارات الاجنبية وغيرها الكثير من الفرص والتي لا تحتمل اي غلط او اساءة او تشكيك او تسليط الضوء على اخطاء فردية، بل تحتاج الى عكس صورة جميلة وواقعية عن هذا الوطن الذي يبدع في كل شيء وحفر الجبال والصخور ليكون كما هو عليه الآن، وخاصة اننا قد بدأنا تحديثات واصلاحات في كل شيء لا تنتظر منكم ومنا الا العمل بعيدا عن التنظير والتصيد.
الوطن هو «البيت الكبير» فكما انك تحرص على عكس صورة جيدة عن بيتك الصغير أمام كل من يعرفونك وتظهره بصورة مشرقة رغم كل ما فيه من مشاكل واخطاء، يكون عليك وجوبا ان تعكس صورة مشرقة عن الوطن الذي هو بيتنا جميعا، فالوطن وسمعته تمثلنا في كل مكان وخاصة اذا ما اعترفنا وبكل شجاعة انه من افضل الاوطان واكثرها ابداعا في كل شيء، فهذا الوطن بني على اكتاف ابنائه دونما اي مقومات سوى الارادة والاصرار على بناء هذا البيت فلنحافظ عليه ولنزينه بالايجابية والتفاؤل.