اطلع جلالة الملك عبدالله الثاني على تقدم سير العمل بالخطة الوطنية للزراعة المستدامة للأعوام (2022 – 2025)، وتفضل جلالته بتوجيه الحكومة إلى مجموعة من الإجراءات المطلوب تنفيذها خلال الفترة القادمة وذلك انطلاقا من حرص جلالته على المتابعة الدورية للتقدم المنجز في القطاع الزراعي وبشكل مناسب وشامل.
على المستوى المحلي يوجه جلالة الملك دوما إلى تسريع الإنجاز في تنفيذ محاور الخطة، والتي تتضمن الاستفادة من أراضي الدولة للمشاريع الزراعية، وضرورة التواصل المستمر مع المواطنين في مختلف المناطق ووضعهم بصورة المشاريع الزراعية في مناطقهم، ليكون لهم دور في إنجاحها واستدامتها لتنمية مجتمعاتهم، جنبا إلى جنب مع تكامل تنفيذ الخطة الوطنية للزراعة مع خطة الأمن الغذائي، مؤكداً أهمية أن يكون هنالك تصور واضح حول أهم متطلبات تعزيز الأمن الغذائي، لتوفير الدعم اللازم لها، ومن خلال الاستثمار في مجال الزراعة على مستوى المملكة، لافتاً إلى أن المشاريع الزراعية ستنفذها الدولة بالتعاون مع الأهالي في مناطق المملكة المختلفة، بحيث تعود هذه الاستثمارات بالنفع عليهم وبما يُحقق الأمن الغذائي ويخفف من الفقر والبطالة، مع إمكانية فتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار وأهمية الاستفادة من العقول والأيدي الأردنية لمصلحة القطاع الزراعي والتخفيف من الفقر والبطالة.
سوف يكون للحكومة من خلال وزارة الزراعة والمجلس الأعلى للأمن الغذائي والقطاع الخاص مساهمة مطلوبة لتنفيذ توجيهات جلالة الملك وضمن تقارير الإنجاز والمشاريع المنفذة والدروس المستفادة منها خلال الفترة القادمة والتي سوف تعرض بالضرورة أمام جلالة الملك للتوجيه من جديد.
أما على المستوى الدولي فقد خاطب جلالة الملك وأضاف أكثر من مرة على ضرورة الاستفادة لمواجهة الأزمة الغذائية على مستوى العالم واستشراف المستقبل واعيد ما تفضل به جلالة الملك في حوار «بورلوغ» الدولي والذي نظمته مؤسسة جائزة الغذاء العالمية خلال شهر تشرين الأول 2021 لمناقشة آليات تطوير قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي حيث أشار جلالته وبوضوح حيث قال حينها » علينا أن نتذكر أن الملايين من البشر يقضون هذا اليوم بلا طعام، فهو بالنسبة لهم يوم آخر من الجوع. فلنسأل أنفسنا، لماذا يعاني قرابة 690 مليون شخص من نقص الغذاء في القرن الحادي والعشرين؟ لماذا يموت في وقتنا هذا حوالي 9 ملايين شخص من سوء التغذية كل عام؟ لذا، علينا مواصلة بذل الجهود لمعالجة شح الغذاء في ظل التحديات الخطيرة التي تواجه الأمن الغذائي كانت موجودة من قبل، كالتغير المناخي، وشح المياه الصالحة للشرب حول العالم، والأزمات الاقتصادية العالمية، والاضطرابات الإقليمية، وأزمة لجوء عالمية غير مسبوقة، ألقت بظلالها على الإمدادات الغذائية للاجئين والمجتمعات المستضيفة، على حد سواء، وهي تحدٍ يعرفه الأردن جيدا؛ من خلال موقعه الاستراتيجي والتعاون على أساس العمل الإقليمي والعالمي، ولطالما وقف الأردنيون إلى جانب الشعوب في المنطقة وقدموا الدعم لهم؛ إذ إن موقعنا الاستراتيجي، في نقطة تلاقي إفريقيا وآسيا وأوروبا، يمكّن الأردن من تسهيل وتنسيق العمل الدولي، بالإضافة إلى إمكانية عمله كمركز إقليمي للغذاء وهذا من شأنه أن يسارع ويعزز الاستجابة العالمية للأزمات الغذائية والكوارث، وعبر هذا التعاون، وغيره من الجهود الرامية لتحقيق الأمن الغذائي العالمي، أنتم تغرسون البذور للمستقبل. وبمشيئة الله، سيثمر عملكم محصولاً عالمياً، يتمثل في توفير غذاءٍ مستدامٍ وقليل التكلفة ورفيق بالبيئة، يكون في متناول الجميع، ليتسنى للأجيال المقبلة أن تحيا وتزدهر».
توجيهات الملك الزراعية، نتاج خبرة للتعامل الشامل مع الملفات المحلية والخارجية، ومنطلقات للعمل وعن قرب ومواجهة مع التحديات والفرص المتاحة واستشراف المستقبل بشفافية وتنبؤ قبل فوات الوقت وضياع الفرص المتاحة.
