خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

سالم علي ذياب

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالهادي راجي المجالي

منذ يومين فقط، كنت عند صديقي سالم علي ذياب، والذي يتعافى من وعكة صحية مقلقة..

أنا من جيل تربى على صوت سالم (أبو علي), منذ الثمانينيات... وهو يطل على الشاشة يرافق الحسين الراحل في جولاته, ويصدح: سالم علي ذياب واشنطن.. تربينا على تقاريره - شبه اليومية - والتي كانت تعرض على التلفاز حين يأتي الرؤساء للأردن.

وبصراحة كانت تبهرني ربطات العنق التي يرتديها, والكرش الذي تكون للتو.. وانبهرنا منتصف التسعينات, حين مر سالم علي ذياب بوعكة صحية وهو يجري مقابلة مع الراحل الحسين, وعلى أثرها أجل الحسين سفره, ظل ينتظر وصول سالم للمدينة الطبية.. وظل ينتظر هاتف الأطباء كي يخبره بأن أمور سالم تحت السيطرة.

سالم علي ذياب هو أيضا الشقيق الأصغر لحابس علي ذياب, والجيش يعرف حابس.. الذي تربص بمصطفى عشو قاتل الملك عبدالله الاول وطارده ووجه له الصلية القاتلة, الجيش يعرف صولات وجولات حابس... فقد كان هدير صوته يشبه هدير المجنزرة, وكان قرار الاقتحام لديه أسهل من اشعال السيجارة...

لم اتخيل نفسي أن اصبح صديقا لسالم, لكني اصبحت صديقه.. ونتهاتف يوميا, ومشاويرنا شبه يومية بالرغم من العمر ووعورة الشمس, نعم حتى الشمس في بلادنا وعرة.. لم تعد المسالك وحدها هي الوعرة... والذاكرة لم تصدأ بعد, ونروي لبعضنا سواليف الزمن الذي كان فيه ذوقان الهنداوي وزيرا لا يقهر.. نروي لبعضنا تفاصيل الزمن الذي كان فيه عوض خليفات أيضا صارما وصمته ابلغ من الحديث, نروي لبعضنا عن تفاصيل نذير رشيد.. الذي جاء للداخلية وأدارها بالهيبة والشماغ... ونتحدث عن زمن عبدالرحيم ملحس, وكاسب صفوق الذي لم يتأخر عن جلسة للأعيان.

أنا أعرف يا رفيق الخطى المتعبة, أن زمنك وزمني معك قد طوي عنوة.. ولكن لا ضير أن نسترجع الماضي كلما جلسنا في بهو فندق, ولا ضير أن نحزن عليه, ولا ضير أن نرفض الهزيمة.. مع أن القلوب التي نحملها هي التي هزمتنا.. ولم تهزمنا الأيام.

لن يذكروك يا سالم, الإعلام الذي كنت فارسه وتصول وتجول فيه لن يذكرك لأن الزمن تغير.. والشاشات التي كنت تطل عبرها بأهم التقارير نسيت طلتك... والجيل الجديد للأسف انشغل بالمهرجانات وانشغل براغب علامة وعمرو ذياب... وربما لم يعد يعرف سالم..

لكن دعني أقول لك وأنت تقاتل مرضك, وتنهض من جديد... إن كل الدنيا لن تجرؤ أن تشطب من وجداننا ومن ذاكرتنا... جملة: (سالم علي ذياب واشنطن), والتاريخ لن يشطب لحظة طارد فيها حابس علي ذياب في ساحات الأقصى من اطلق النار على الملك عبدالله الأول.. طارده كما أسد استفز في ضميره ورتبته, لم ينتظر حابس أمرا كي يردي القاتل.. وكانت فوهة رشاشه هي المحكمة والقرار وكانت هي التنفيذ..

سلامي لك, وواجب القلم في لحظة أن يذكر الناس.. بمن مضوا في مؤسسات الدولة, وبنوا مداميكها, وأسسوا ضميرها وكبرياءها.. واجب القلم أن يذكر يا سالم.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF