خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الأردن ودبلوماسية التوافق

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
النائب د. فايز بصبوص

ما زالت الدبلوماسية الاردنية تحلق عاليا في رسالتها الوطنية العروبية وادائها الفذ والذي يقودها باقتدار جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين من خلال التوجيهات التي تتبناها وزارة الخارجية وشؤون المغتربين والسبب الحقيقي لذلك هو قدرته على ابقاء الاردن ضمن اطار مساحة الاداء الدبلوماسي القادر على التكيف والتكييف مع كل المستجدات السياسية والتحولات المفاجئة التي اتسم بها الواقع المعاصر وخاصة في اقليم الشرق الاوسط ضمن الية تدويير الزوايا والمواقف وهي قدرة دينامية مستمدة بجوهرها من السمات الاستشرافية للتحولات السيا?ية والتي هي سمة من سمات المنطلقات النظرية والفلسفية المباشرة التي يتسم بها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله مما يعطي الحراك الدبلوماسي الاردني مساحة اوسع في التعامل مع هذه التحولات المفاجئة التي تطرأ على المنطقة بحسابات دقيقة وخيط رفيع للحفاظ على مسافة منظورة مع كل القوى المحركة والفاعلة في اقليم الشرق الاوسط وهو ما جعلها محورا اصيلا عندما يكون هناك بحث عن حلول للازمات المتعاقبة.

اقول ذلك لان هذه الدبلوماسية في كل ابعادها تضع مصلحة الانسان الفرد كهدف استراتيجي في سياق كل اللقاءات والتحركات عندما تشتد في كل ابعادها الى تصعيد من هنا وهناك فدور الاردن في الازمة اليمنية على سبيل المثال هو دور استراتيجي وفاعل في صناعة توافقات بين الاطراف والبحث عن تقاطعات وتوافقات من اجل تمهيد لمعالجة تلك الازمة وبالرغم ان الاردن يدعم الشرعية في اليمن ولكنه يحظى بقبول الحوثيين ولذلك فإن الهدنة بين اطراف الازمة اليمنية يتم التوافق حولها في عاصمة الوفاق والاتفاق عمان رغم الضغوط من هنا وهناك لكن الاردن في ?ياق المحادثات يبقى على مسافة واحدة بين الاطراف وبذلك يكون حاضنة محايدة تطرح حلولا تلقى قبولا استثنائيا من جميع الفرقاء فإن تمديد الهدنة اليمنية ونعني هنا ما بين التحالف و الحوثيين هو الطريق الامثل للوصول الى اتفاق ينهي الازمة الكارثية التي تعصف في اليمن السعيد وهذا هو نهج دائم وخاصة فيما يخص اليمن الحبيب فقد كان الاردن ايضا في كل مراحل تطور الازمة بين الفرقاء كان دائما حاضنة لتلك التوافقات والمحادثات التي كانت بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي والتي ادت الى الوصول لوحدة اراضي اليمن والتي انطلقت من عمان.

اذن مهما كان انشغال الاردن بالتطورات الدراماتيكية التي تعصف في المنطقة والاقليم والعالم الى ان عمان دائما كانت حاضنة لكل توجه وحدوي انطلاقا من واقع تلك الدبلوماسية التي تعرف بأنها موضوعية وبعيدة كل البعد عن الشعبوية والبهرجة الاعلامية فتمديد الهدنة اليمنية في اتفاق بين الاطراف قد يؤدي الى وقف تام ودائم لاطلاق النار ووضع كل ملفات الازمة اليمنية ضمن اطار اولويات القوى المتصارعة وان التمهيد من خلال الابعاد الانسانية سيؤدي بالضرورة الى حلحلة ملف اليمن الحبيب ولهذا فان الاتفاق على تمهيد الهدنة هو مطلب محوري ومه? جدا كبداية لطريق حلحلة الازمة اليمنية والتي اخذت ابعادا كارثية بانعكاسها على الشعب اليمني العظيم.

من هنا فإن الدبلوماسية الاردنية التي تعمل في الظل خارج اطار الثرثرة الاعلامية هنا وهناك ومن خلال الثقة المطلقة بحكمة جلالة الملك فان النتائج المرجوة من تلك اللقاءات والتوافقات تظهر على العلن ويتفاجأ كثير من المراقبين بأن تلك الطبخة السياسية (تمديد الهدنة) بين الحوثيين والتحالف قد صيغت بشكل دقيق خلف الكواليس دون اي بعد سياسي انما من خلال ما تمثله من بعد انساني وعروبي بحت وهو ما جعل سياسة الغموض الايجابي اساسا لكل نجاح متراكم للدبلوماسية الاردنية والتي تعتبر ان الثوابت القيمية والانسانية للهاشميين لا يمكنها ?ن تتناقض مع التوجهات الصادقة للاردن من خلال التشبيك والتشابك بين الاطراف ومع جوهر الازمة فالتوافق اساس محوري ومركزي في الدولة الاردنية التي تتماهى وتتباهى بحكمة وحنكة جلالة الملك والذي جعل من الاردن محورا ليس في بعده الجيوسياسي انما في بعده العروبي الانساني ايضا.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF