خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تكاملية الإصلاح واحترافيته

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

نتحدث عن الإصلاح منذ أمَد ولم يتحقق إلا النزر اليسير. ما زالت الطموحات والأهداف الرئيسة تراوح مكانها، رغم تحقّق بعض النتائج والإنجازات الفرعية هنا وهنالك.

نسارع إلى القول بأن الرغبة في الإصلاح ذاتها والسعي إلى تحقيقه هما أمران إيجابيان وحاسمان في معركتنا للنهوض بالمجتمع من حالة التأخّر والترهّل إلى حالة التطور والتقدم، فالعكس لا يمكن أن تُحمد عقباه والتغيير يبدأ بالرغبة والسعي الدؤوب.

بيد أننا نعي، بالمقابل، أن «نيل المطالب» لا يكون «بالتمني»، كما يقول أمير الشعراء، وأن الرؤى المُختزلة لا يمكن أن توصلنا للمقاصد، وأن السّعي غير المنظم وغير المحترف لا يؤتي أكله على النحو المرجو.

والبُعدان الأخيران مهمان جداً، ومن هنا نضع السؤالين الآتيين على طاولة الفِرق واللجان المعنية بالإصلاح وقادتها لأخذهما بعين الاعتبار عند التقرير بشأن الإصلاح ثم تنفيذ الخطط والمشاريع المتعلقة بذلك.

فيما يخص البُعد الأول، البُعد الرؤيوي، لا بد من أن يتوافر في الرؤية الدقة والرصانة والعمق وملاءمة السياق؛ وهذا أمر مهم، فالرؤية هي حجر الأساس وهي اللبنة الأولى التي تُبنى عليها بقية اللبنات. والسؤال المهم هنا، عندما فكرنا بالإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، هل قام المعنيون بالإتيان بالرؤى الأمثل والأنسب لنا؟ هذا سؤال استفساريّ استيضاحيّ تأمّلي هدفه حث المعنيين على التدقيق في الأمر للتأكد من أن حجر الأساس الذي نبني عليه اختير بعناية ووضع في المكان الصحيح، وإذا كان هنالك أي خلل في اختيار نوع الحجر أو في مكان تثبيته أو في عملية التثبيت فعلينا إجراء اللازم الآن، وليس بعد إكمال البناء أو إكمال جزء كبير منه.

سؤال آخر نثيره فيما يخص البعد الرؤيوي: فكرنا في ثلاثة مجالات بالنسبة للإصلاح – السياسي والاقتصادي والإداري. فهل هذه المجالات الثلاثة تكفي، وهل هي ممثِّلة للصورة الكاملة التي يجب أن تكون؟ والإجابة هي: كلّا.

فهنالك المجال الاجتماعي بمكوناته المختلفة، الثقافية والقِيمية والأخلاقية وغيرها، والذي لا يقل أهمية في سعينا نحو الإصلاح والتغيير عن المجالات الثلاثة المذكورة أعلاه، إن لم يكن أهم بكثير، وهو في تقديرنا فعلاً الأهم، فهنالك أمثلة معاصرة عديدة على دول نهضت من حالة التّخلف إلى حالة التقدم في أوقات قياسية بسبب تحولات في المجتمع والثقافة والقِيم والأخلاق في المقام الأول.

لماذا نسينا أو تناسينا العامل الاجتماعي؟ لأنه الأصعب؟. لأن بعضهم لا يُدرك أهميته؟ دون المكوّن الاجتماعي الإصلاح منقوص.

أما البعد الثاني فيتمثل في السعي ذاته وفي الجهد المبذول. إذا كانت رؤيتنا صحيحة ودقيقة، هل تتسم مساعينا لتحقيقها، وخطط التطبيق والتنفيذ، بالكفاءة والاحترافية المطلوبتين؟ ليفوز فريق في المباراة، لا بد من أن توضع خطة محكمة ليلعب الفريق وفقها؛ لكن أداء الفريق بكفاءة وفاعلية في الملعب لا يقل أهمية عن الخطة الموضوعة.

هل جهّزنا الفريق بما فيه الكفاية؟ باختصار نقول، حتى يتحقق الإصلاح لا بد من أن يكون شاملاً متكاملاً ولا بد من أن يكون التنفيذ احترافياً.

وبعكس ذلك، لا قدّر الله، تذهب جهودنا سدى.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF