صباحا ومع ساعات الازدحام وعند الظهيرة وفي أوقات منوعة، تتواجد كوادر شرطة السير ومن مختلف الرتب، لتنظيم الحركة الانسيابية للمركبات في الشوارع وخصوصا عن «الدواوير» والإشارات الضوئية والمسارب الفرعية على الطرقات الرئيسية في المدن وفي القرى على حد سواء.
يُحمّل الجميع مسؤولية التعطيل والازدحام لشرطي السير إلى درجة تصل إلى الشكوى من تجبره وتحميله المركبات ومن فيها عناء الانتظار حتى يسمح لهم بالمرور والانتقال من أزمة إلى أخرى يساهم بها زميل له في منطقة مماثلة وذات قلق وضغط وانتظار جديد، لدرجة تتعالى معها «الزوامير»، معلنة طلب الرحمة من شرطي السير للتخفيف على الجميع؛ وفي بعض الحالات يشير البعض الى أن بإمكان شرطي السير ترك الأمور للإشارة الضوئية لتنظم الحركة، دون احداث تلك الأزمة قبل وبعد الانطلاق للعمل وقضاء الحاجات خلال اليوم.
نصادف كل لحظة من المرور في الطرقات الكم الهائل من السيارات والامزجة المختلفة للسائقين والوقت الضائع في الشوارع وارتال السيارات والحافلات للنقل العام والخاص وترافق ذلك مع الأزمة في موسم الصيف.
هل فعلا شرطي السير من يصنع الأزمة، ويتحكم في وقت الجميع ولا يساهم في توفير البدائل المناسبة عند ساعات الذروة والتي باتت تطارد الجميع؟ وللأمانة والحق تبذل كوادر إدارة السير ومن مختلف الرتب جهودا كبيرة لتسهيل الحركة الانسيابية للمركبات في الشوارع، وتحاول قدر الامكان ومن خلال التنسيق مع بعضها البعض ومن خلال التواصل الهاتفي مع كل شرطي سير متواجد في الميدان للتصرف وفق معطيات الأزمة المرورية وحركة المركبات المندفعة صباح مساء.
هل يعقل أن تبلغ فترة الانتظار الصباحية ومع أوقات الأزمات في كل منطقة، أكثر من ربع ساعة وتصل أحيانا إلى فترة أطول؟ ومن المسؤول تحديدا عن الأزمة المرورية بشكل عام والتي جعلت من البعض يكره قيادة السيارة والتنقل عبر شوارع عمّان المزدحمة على مدار الساعة!.
بالطبع ليس شرطي السير من يصنع الأزمة المرورية، ولكنه طرف مشارك ومساعد في التعامل مع الأزمة المرورية وضبط الأعصاب وردود الفعل تجاه جميع من يستخدم الطرقات والسلوك المروري تبعا لذلك.
يساهم المواطن في خلق الأزمة المرورية حين مخالفته لنظام السير، وعدم تقيده بالتعليمات التي استحق رخصة القيادة بناء عليها، وفهمه لما تعنيه من إرشادات ومنها إعطاء الأولوية وعدم الاصطفاف المزدوج والوقوف والتوقف وبنود كثيرة، يلاحظ دون عناء عدم التزام نسبة ليست قليلة بها على الرغم من الخطر والأثر السلبي على بقية السائقين وإمكانية وقوع الحوادث المؤسفة النفسية منها والمادية.
اعتقد أن نسبة ليست بالقليلة عليها الاعتراف والاقرار بعدم قدرتها على قيادة السيارة والتزامها بالفن والذوق والأخلاق في الشارع العام، وعدم التقيد التام بما تمليه عليه مقدرته على الصبر والانتظار لثوان معدودة قبل الانطلاق بسرعة وتهور «أول ما تفتح الإشارة الضوئية» ويكون المجال متاحا للتداخل بين المسارات.
نقدم لشرطي السير التحية عند الوصول اليه بعد أن نمطره بالشتائم واللعنات طوال فترة الانتظار على الدور!! وننسى معاناته هو الآخر من الظروف المحيطة به، سواء الزمانية والمكانية وساعات العمل، فعلا كان الله في عونه وجميع كوادر إدارة السير.
بطبيعة الحال وطالما نواجه الأزمات المرورية، لا بد من إيجاد حلول مناسبة لذلك غير التذمر والشكوى والاتهام، سوف نصل عام 2030 قريبا وعلى أقل تقدير، فهل سوف تبقى الأمور على حالها حينئذ؟