كتاب

في موسم الأفراح.. كيف نأكل الكنافة؟

الصيف فصل الفرح، الفرحة بالناجحين في الثانوية العامة والجامعات، والفرحة باجتماع الأحباب وعودة المغتربين بعد غياب. وهو الوقت من السنة الذي يشهد النسبة الكبرى من الأعراس، وما فيها من سكن وسعادة للزوجين، وتوطيد لأواصر القربى والألفة بين عائلتيهما.

لذلك لا غرابة في ان يكون فصل الصيف موسم الإقبال على الحلويات، وفي القلب منها الكنافة، التي تشكل تقليدا اجتماعيا وجزءا من تراثنا.

هذا عبّر عنه ارتفاع الطلب في المملكة على أصناف الحلويات بالتزامن مع مواسم التخرج والأفراح، حيث استحوذت الكنافة على النسبة الأكبر من الطلب، وفق تقرير في صحيفة $ الغراء الاثنين.

هناك «موضة» تزايدت خلال السنين الماضية، والتي ترى في تناول أي صنف من الحلويات جريمة صحية، مقدمة وجهة نظر شبيهة بالتطرف، في ضرورة مقاطعة كل ما يحتوي على السكر.

مع أن السكر له أضرار تشمل زيادة خطر زيادة الوزن وتسوس الأسنان وسوء التغذية، إلا أن مقاربة موضوعه بطريقة راديكالية أمر غير منطقي، والكثيرون منا جربوا حميات امتنعوا فيها عن السكر لأسابيع، لينهاروا ثم يعودون لتناوله بشكل أكثر من السابق.

جانب آخر مهم وهو البعد الاقتصادي، فقطاع الحلويات في أردننا الحبيب عاش ظروفا صعبة خلال السنوات الماضية نتيجة جائحة كورونا، وهو يعاني من ارتفاع أسعار المواد الأولية التي تدخل في تحضير الحلويات، وهو يحتاج للتعافي، وهذا أمر لن يحدث إذا قاطع الناس الحلويات.

المقاربة الواقعية والصحية هي الاعتدال والحذف. بالنسبة للاعتدال فيكون في تناول كمية معقولة من الحلويات، فمثلا عوضا عن تناول الشخص لأوقية كاملة من الكنافة، يمكنه تناول نصف أوقية. وعوض تناول 4 قطع من الوربات بالقشطة، يمكن الاكتفاء بواحدة. هذا هو الاعتدال.

أما الحذف فيكون عبر اعتبار الحلوى كوجبة، فمثلا إذا كان الشخص في زيارة لصديقه، وتناول قطعة كبيرة من الهريسة بالفستق، فيمكنه حذف وجبة العشاء.

هذه النصائح تنطبق عموما على الأشخاص الذين هم بصحة جيدة، لا على المرضى الذين يأخذون علاجات ويجب أن يلتزموا بتناول الوجبات في وقتها، وهؤلاء عليهم استشارة الطبيب لمعرفة أفضل مقاربات صحية تناسبهم حيال تناول الحلويات.

هذة المقاربات تسمح للشخص بأن يلبي رغبته بالحلوى ويستمتع بالنوع الذي يريده منهاـ ولكن بكمية معقولة ودون التأثير على صحته، فضلا عن الجانب الاقتصادي المهم الذي ذكرناه سالفا.

جميعنا، مقيمين في الأردن ومغتربين، عشنا بعض الأيام الصعبة، وهذه الأيام فرصة للاحتفال بمَ أنجزناه، وبعودة المسافرين ولقاء الأحباب، ولا باس أن نجمع هذه اللحظات الحلوة ببعض الحلوى، وفي النهاية، من منا يستطيع مقاومة طبق من الكنافة الساخنة، بجبنها السائح، وقطرها المتلألئ، والفستق الذي يزين وجهها المحمر!

حفظ الله صحتنا وأحبابنا بالصحة، وأدام السعادة في كل وقت.