خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الدبلوماسية الأردنية.. فرضت معايير قياس جديدة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
النائب د. فايز بصبوص

نعم نفاخر بدبلوماسيتنا الفذة، والتي يقودها باقتدار وحرفية وحكمة جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني بن الحسين.

لقد نوهت خلال مقالاتي السابقة حول أهمية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة ضمن إطار استشرافي يتمحور حول أهمية منطقة الشرق الأوسط على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، ومحورية المنطقة في خلق التوازنات في سوق الطاقة الدولي، وأهميتها في إطار تسهيل الأمن الغذائي الدولي من خلال ممراتها وتوسطها الجيوسياسي والذي جعل من هذه المنطقة منطقة دينامية في التحرك وفي السياسيات الدولية.

ونوهت إلى ما كان يشاع حول الأمن الاقليمي، وأن هناك هدفاً استراتيجياً للولايات المتحدة الأميركية في صناعة تحالفات إقليمية أمنية وعسكرية، لا يمكن أن تتبلور في سياق استهداف مباشر أو غير مباشر لإحدى دول الإقليم.

ونعني هنا الجمهورية الإسلامية الايرانية، وأن كل مصادر تلك الإشاعات والمعلومات هي تسريبات تعمد الكيان الصهيوني إيجادها، واستطاع من خلال ماكينته الإعلامية خلق اجواء سياسية مشوهة حول استراتيجيات القوى المحركة والمحورية في منطقة الشرق الاوسط، وهو ما تناقلته وسائل الاعلام حول طبيعة التشبيك الاقتصادي والأمني في المنطقة من خلال إدماج تلك القوى والدول في بوتقة أمنية وعسكرية لمراكمة ما يدعى بأنه إنجاز إقليمي لاتفاقيات التطبيع، والزج باسم الأردن والمملكة العربية السعودية الشقيقة في سياق التماهي مع المخطط الصهوني لإن?از منظومة دفاعية يكون محورها الكيان الصهيوني.

كل تلك التحركات والتسريبات قد نوهنا لها تحت يافطة الإشاعة المغرضة، وتحت عنوان المواقع التفاوضية للتجاذبات الداخلية للكيان الصهيوني، وأن كل ما يشاع هنا وهناك كان هدفه دس الفتنة وزعزعة الجبهة الداخلية في دول الإقليم، في محاولة بائسة لإجهاض مشروع التشبيك الأردني والذي بدأه جلالة الملك باكراً، من خلال نظرته الاستشرافية بطرح موضوع التكامل الاقليمي انطلاقا من النتائج الكارثية التي افرزتها جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية، ذلك التشبيك الذي اقتصر في عضويته على الدول العربية فقط من خلال الاتفاقات الثنائية وال?لاثية والتي انتجتها الدبلوماسية الاردنية بين دول المنطقة وعلى رأسها جمهورية مصر العربية والجمهورية العراقية والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والتي انتجتها دون تحيد لخطوط التقاطع مع الجمهورية السورية وهذا ما نوه له جلالة الملك في خطابه امام قمة جدة، والتي من خلالها أيضاً وبشكل منفرد دمج السلطة الوطنية الفلسطينية كعامل مكمل للتشبيك الملكي وقد فرض الأردن خلال القمة هذا المفهوم للتشبيك والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية في المنطقة بتحيد كامل لمفهوم عسكرة ذلك التشبيك.

وقد فرض الأردن ومن خلال اتصالاته القضية الفلسطينية كمحور أصيل خلال «القمة»، وهو ما تماهى معه موقف كل الدول المشاركة، وهو ما أنتج مساعدات للسلطة الفلسطينية بقيمة مئة مليون دولار، ودعم من وكالة الغوث بمئتي مليون دولار.

كل ذلك جاء نتيجة للاتصالات الاردنية الفلسطينية والتنسيق الذي سبق هذه القمة، ومن منظور استراتيجي فإن النتائج المباشرة للحراك الدبلوماسي الأردني قد انجز هدفه الاستراتيجي والذي ارتكز على مفهوم التشبيك والتكامل العربي دون أخذ القمة الى ما كان يصبو إليه الكيان الصهيوني بجعلها قمة عسكرية الطابع، تجعل من الكيان جزء لا يتجزأ من التحالفات الاقليمية التي تقوم على أساس تنموي تكاملي، وهذا ما حققته الدبلوماسية الأردنية من خلال تعريب التكامل البيني ومحورية الحل السياسي للقضية الفلسطينية كأساس مركزي في تعاون إقليمي في مر?حله القادمة.

لقد استطاعت الدبلوماسية الأردنية أن تحقق اهدافاً بالجملة من خلال قراءة موضوعية لنتائج تلك القمة، وبذلك استطاع الأردن ايضاً أن يغلق كل الثغرات، وأن يطيح بكل الإشاعات التي دارت حول أهداف زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة.

نفاخر بدينامية دبلوماسيتنا الأردنية التي ترتكز على منطلقات فلسفية وعملية هي سمة من سمات حكمة جلالة الملك وقيادته باقتدار ووسطية في التعامل مع كل المستجدات التي تطرأ في سياق التحولات الشمولية التي هي سمة هذا العصر وان انسنة السلوك السياسي هو الحل الامثل لمواجهة شمولية التحول وثلاثية الاقطاب الدولية والتي جعلت الاردن محورا حقيقيا في معالجة الازمات ليس الاقليمية فقط وانما الدولية.

كل التقدير لتلك الحكمة التي هي اساس في البناء الانساني للفرد الاردني والتي ترسخت من خلال تطوير متدرج للمسؤولية الاجتماعية في هذا الوطن الحبيب.

واننا على ثقة تامة بان المستقبل سيكون اكثر ازدهارا وحكمة وتوازناً في ظل قيادة الهاشميين والذين على مسار التاريخ كانت الانسنة محورا حقيقا في الاداء والنتائج.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF