سيسجل التاريخ الحديث أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هو اول من حذر و ذهب الى ضرورة استعداد العالم اجمع لمواجهة مشاكل الامن الغذائي والتغيرات المناخية التي بدأ العالم يتلمسها يوما وراء يوم، وكذلك أن جلالته اول من ذهب الى ضرورة التكامل اقليميا وعالميا والتشارك في ايجاد مشاريع تساهم و تضمن تحقيق الامن الغذائي و أمن الطاقة والمياه وغيرها من المشاريع الاستراتيجية، وهذا ما نلمسه من تجاوب أممي وأقليمي مع هذه التطلعات والرؤى.
اليوم العالم اجمع وتحديدا دول المنطقة على ضرورة البدء في تطبيق هذه التكاملية التي اسس لها جلالة الملك خلال الفترة الماضية وتوجت بعلاقات تكاملية مميزة في المنطقة كما هي اتفاقية الشراكة والتكامل الاقتصادي الغذائي الاردني الاماراتي المصري التي وقعت قبل شهور، وكذلك الاستمرار في تعزيز وانضاج التكاملية التي اسست لها الدبلوماسية الاردنية وبقيادة جلالة الملك مع العراق ومصر، ما جعل من تلك الاتفاقيات ونجاحها في صياغة اهداف سامية لخدمة شعوب المنطقة تنعكس على مخرجات قمة جدة بالأمس والتي اتفق فيها الجميع وأجمعوا على ضر?رة الانخراط في تحالف تكاملي اقتصادي قادر على مواجهة التحديات التي تواجه منطقتنا والعالم في أمن الغذاء والماء والطاقة وغيرها من التحديات الجوسياسية التي تنتظر المنطقة برمتها وبدعم واسناد من الولايات المتحدة التي اثنت على التوجهات الملكية وعبرت عن اعجابها المستمر برؤية الملك المتفوقة للمستقبل.
الملك وخلال قمة جدة أمس أعاد التأكيد على ان سبيلنا الوحيد في عبور الازمات والتحديات التي تواجه المنطقة وعلى اكثر من صعيد تتطلب تكاملا اقتصاديا وشراكة حقيقية تقوم على بلورة مشاريع مشتركة تجتمع بها دول المنطقة لمواجهة تحديات تكاد ان تعصف في اقتصاديات كافة الدول، داعيا الى الاسراع في تنفيذها وبلورتها وفق احترام الكل للاخر وتحديد أهدافها بما تخدم كافة المصالح في المنطقة، مع تأكيده المستمر والواضح والذي لا يحتمل اللبس والداعي الى ضرورة اشراك اشقائنا الفلسطينيين فيها واعتبارهم جزءا لا يتجزأ ولا يستثنى في المنطقة?والاقليم والعالم من خلال تحقيق طموحاتهم الاقتصادية بما يلبي طموحنا وطموحهم في اقامة دولة مستقلة بكافة الاركان.
هذه الرؤية والتي اكدها جلالة الملك قبل اعوام وقبل دخول العالم بجائحة كورونا وحتى قبل اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية، دفعت العالم اجمع الى اتخاذ الرؤية الملكية والتطلعات والدعوات التي يوجهها جلالة الملك في كافة اللقاءات الدولية والمحلية عنوانا لها في مواجهة تداعيات كل الجائحة والحرب الروسية الاوكرانية وكذلك التغيرات المناخية ودفعتها الى التفكير الجدي باقامة تشاركيات وتكامل حقيقي يترجم على ارض الواقع لمواجهتها، ولعل تأكيد الرئيس الاميركي جو بايدن خلال لقاء القمة مع جلالة الملك بالامس على أهمية الدور الذي يم?ن أن يقوم به الأردن كمركز إقليمي مهم للتعاون في مجالات الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والمياه والأمن الغذائي والمناخ، وتأكيده على ضرورة تقديم كافة المساعدات للاردن لتمكينه من اقامة تلك المشاريع التي تسعى اليها المنطقة.
نعم.. لا نقلق على وطن فيه قائد يتطلع له العالم اجمع على انه يمتلك رؤية عميقة ومستقبلية ليس للوطن بحسب بل الى العالم فيحرصون على الاسترشاد بتطلعاته ونصائحه على كافة الصعد سياسيا واقتصاديا وبمختلف المجالات، متخذينها على محمل الجد في تنفيذ اولوياتهم، وهذا ما قد لمسناه نحن ابناء الوطن من استقرار سياسي واقتصادي وغذائي واجتماعي رغم كل ما يحيط بنا من مخاطر، حتى اصبحنا نتصدر قصص النجاح في كل شيء.