خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

التّطوير ومعالجة الأسباب أولاً

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

بلوغ الدولة مئة عام من عمرها، ودخولها المئوية الثانية، يعني أنه مضى قرن ونيّف على تأسيسها، وهذه مدة ليست بسيطة.

توسّعت أفقياً وعمودياً، فازداد عدد السكان أضعافاً وامتدت مساحة العمران بوتيرة متسارعة، وتعدّدت مؤسسات الدولة وتعاظمت مرافقها وخدماتها ومشاريعها.

وإذا نظرنا إلى ذلك من زاوية، فإننا نشعر بالفخر للجهود الجبارة التي بذلت في مرحلة التأسيس والبناء والاستكمال، والإنجازات التي تحقّقت.

كل هذا تم ويتم رغم شح الإمكانيات.

الأردن قصة نجاح: سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

وإذا ما نظرنا للأمر من زاوية أخرى، ويجب أن نفعل ذلك، فإننا نرى العديد من التحديات والإشكالات، وكذلك الإخفاقات.

وهذا أمر طبيعي؛ فلا نجاح بالمطلق.

والأمر الثاني هذا – المتمثل بالتحديات والإشكالات والإخفاقات – يعنينا هنا.

نبدأ بالقول إن التوسع، سكانياً وعمرانياً، يُحتّم علينا التّعرض لتحديات وإشكالات وإخفاقات عديدة، والتي هي جزء لا يتجزأ من حياتنا.

بمعنى آخر، المشاكل تحدث والأخطاء تقع.

والسؤال المهم هنا: كيف نتعامل مع المشاكل والأخطاء؟ هنالك عدة إجابات، لا إجابة واحدة.

الأولى وتتمثل في المبدأ الذي يجب أن يُبنى عليه موقفنا من التحديات والإشكالات، وهو أننا إذا لم نستطع تصفيرها كلياً، فعلينا التقليل منها ما أمكن. وهذا هو الهدف الأسمى الذي يتوجب أن نضعه نصب أعيننا.

الإجابة الثانية وتتمثل في أن التصفير أو التقليل يعني بذل أقصى الجهود وأخذ كامل الاحتياطات لمعالجة مواطن الضعف والخلل قبل وقوع المشكلة أو الخطأ، لا بعده.

عمل كبير يجب أن يتم على البعد الوقائي؛ وهذا أمر حاسم.

لنتذكر أن العديد من مرافقنا كبرت وهرمت، وهي بحاجة إلى صيانة وإدامة باستمرار.

ما نشعر به أحياناً أننا نُشيّد المباني أو الجسور والأنفاق أو المرافق العامة الأخرى، ونتركها على علاتها فتتقادم بفعل الزمن وتعتريها التصدعات وتصبح آيلة للسقوط، وأحيانا تسقط، قبل أن نتحرك لفعل شيء.

والأصل أن الصيانة والإدامة عمليتان مصاحبتان للبناء. بمعنى آخر نُشيّد ونبني ثم في اليوم الثاني نبدأ بالصيانة والإدامة؛ فكما أنّ هنالك مخططاً للبناء يجب أن يكون هنالك مخطط أو خطة للصيانة، بالتوازي.

قديماً، أي قبل عقدين أو ثلاثة من الزمن، كنا نأخذ السيارة للصيانة عندما يحصل العطل: تتوقف فجأة بنا في الشارع، أو نسمع صوتاً غريباً، أو تنكسر قطعة.

أما اليوم فيأتي مع كل سيارة برنامج صيانة يعتمد على المسافة المقطوعة. بعد كل خمسة أو عشرة آلاف كيلومتر يجب أن نزور محطة الصيانة لعمل اللازم، قبل أن تحصل المشكلة.

هذا المبدأ مع الأسف غائب في معظم مؤسساتنا؛ إذ تُترك الأمور على علاتها إلى أن يحدث الإشكال، فتقع الفأس في الرأس، وعندنا يتحرك الكل، وغالباً من أجل التعامل مع تداعيات المشكلة لا مع مُسبباتها.

الإجابة الثالثة، أنه إذا وقعت المشكلة أو الخطأ، حتى بعد الأخذ بالأسباب، فالمطلوب، إضافة إلى التعامل مع التّداعيات، الوقوف على الدروس المستفادة وتوظيفها لمنع حدوثها مستقبلاً.

باختصار مطلوب أمران في التعامل مع الإشكالات والأخطاء: التطوير والإدامة المرافقان للبناء، ومعالجة الأسباب لا العوارض.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF