كتاب

لنجعل العقبة مدينة صديقة للبيئة

بإعلان خطتها الطموحة بتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة إلى درجة الصفر تكون شركة ميناء حاويات العقبة قد وضعت ميناء العقبة على خارطة الموانئ الصديقة للبيئة في العالم وليكون الأول على مستوى المنطقة.

التحول التدريجي نحو الوصول إلى ميناء بانبعاثات «صفرية» يأتي ضمن التزامات الشركة صاحبة الخبرة العالمية التي تدير الميناء الرئيس في المملكة، ويتماهى مع خطط الاستدامة البيئية التي تنفذها شركة تطوير العقبة، والتي تستهدف المصانع والمرافق الخدمية وذلك بالتحول إلى استخدام الطاقة الشمسية والبدائل الأخرى للطاقة توفيرا للتكلفة وبالوقت نفسه تحقيق الهدف وهو المحافظة على العقبة كمدينة نظيفة صديقة للبيئة بجميع مرافقها.

شركة ميناء الحاويات بدأت خطتها التدريجية باستهداف الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 70 بالمئة عام 2030، وهي الخطوة الأولى للوصول إلى ميناء خالٍ من الانبعاثات الكربونية بحلول 2040، مستثمرة نحو 50 مليون دولار.

العقبة والشركات التي تعمل فيها، شكلت نموذجاً في المحافظة على البيئة، لا سيما وأن البيئة البحرية هي الأكثر عرضة للتلوث بسبب النشاط الاقتصادي المكثف للميناء الوحيد في المملكة، الأمر الذي يتطلب اجراءات وتدابير متواصلة للمحافظة على نظافة البيئة البحرية وحماية للحيود المرجانية التي تمتاز فيها مياه العقبة ولمواصلة جذب السياح، من عشاق الشمس والرمل والدفء والنظافة التي تمتاز بها العقبة.

والعقبة بهذه الخطوة تساعد المملكة على تحقيق الاهداف البيئية الدولية والالتزامات التي تعهد بها الأردن، بدءاً من اتفاقية كيوتو؛ اتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي، والتي عُرفت باسم قمة الأرض والتي انعقدت في ريو دي جانيرو البرازيلية عام 1992، وحددت سقفاً لانبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤثر على الغلاف الجوي، وصولاً إلى اتفاق باريس المناخي لضمان احتواء التغير المناخي والتي تمت في عام 2015.

هناك فوائد عديدة للتحول إلى بيئة نظيفة من الغازات الدفيئة، الفوائد البيئية معروفة تماما، لكن غير المعروف ان الدول التي لا تصل إلى السقف المحدد لها من حجم انبعاث الكربونات الضارة، يمكنها بيع حصتها أو «الفجوة الكربونية» إلى الدول التي استهلكت حصتها من الانبعاثات والتي يترتب عليها غرامات باهظة. لذلك نملك أكثر من فرصة في جعل العقبة مدينة صديقة للبية.