كتاب

الأردن والسعودية: ثمار الأمل بالمستقبل

تمثل زيارة سمو ولي العهد السعودي للاردن بهذا التوقيت المفصلي والتاريخي، خطوة مضيئة وفارقة تجسد الحكمة لأهميتها بهدف ترتيب الرؤية والدور المحوري لتطابق مواقف البلدين الشقيقين، اللذين يمثلان إحداثيات المحور العربي الأهم في المنطقة التي تشهد إعادة ترتيب وبرمجة جميع الملفات التي رسمها صاحب السلطة، وهو مؤشر قوي بدلالات ذات أبعاد تتعدى حدود الحاضر، وتحتاج لصوت العقل حضورا مميزاً، يكون رأيه جازماً، بمثابة الرأي المرجح باعتباره المعني بالمدخلات والمخرجات، وربما توقيت الزيارة لحسم الجدل الخلافي الزمني بما ستشهده منطقتنا من أحداث متسارعة خلال الأسابيع القادمة، خصوصا القمة الإقليمية التي ستستضيفها المملكة السعودية الشقيقة لدول الخليج العربي إضافة للأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة الأميركية.

هناك خلط واضح ورؤية ضبابية للمشهد الواقعي الآن، وحذر من المستقبل يغلف آمال الشعوب بالخوف والتردد؛ مبرر قوي لمثل هذه الزيارات التي ستحسم الفصل لرأي موحد للبلدين العربيين؛ السعودية والأردن، فثقلهما الإقليمي وهما المهد لصوت الاعتدال، يبعث برسالة واضحة، بفشل المخططات والطروحات التي تتعارض مع الرؤية الملكية الواحدة للبلدين، وإذا كانت التحديات الحاضرة تمثل بُعْداً مستقبلياً، فإن الموقف الموحد والمتطابق هو الجواب الشافي والحاسم والعلاج الأنسب لأي طروحات وحلول.

زيارة صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان هي فرصة متجددة للتشاور بين قادة البلدين، ولكل منهما ثقل في صنع القرار الدولي والإقليمي، يمتلك جزءا من الترتيبات التي ستضمن الحقوق والسلام للجميع، تأكيدا على الثوابت التي تبناها قادة البلدين عبر تاريخهما المشترك، فكل منهما السند والعزوة للآخر لأنهما صوت العدل والاعتدال، عرابين للسلام الذي يصنع السعادة للجميع، المبني على أساس تاريخي عروبي مشترك، يوفر الأمن المنشود بملفاته المتعددة بسبب التكامل الذي فرضته سياسة العقلانية للقادة بين البلدين.

تبادل هذا النوع من الزيارات التشاورية بين قيادة البلدين هو استكمال حقيقي للتكامل بمنظوره المستهدف والمعلن، جواب صريح لمن يتبنى نظريات المؤامرة على مستقبل هذه العلاقات أو التشكيك بأهدافها، باستخدام أسافين البلبلة التي انتهت صلاحيتها نتيجة الوعي والأخوة والتكامل، فنحن نراهن أن هذا التكامل بأنه النواة الحقيقية لتكامل أوسع، يسمح للرأي العربي بسماع صوته ورؤيته بوزنه الحقيقي، خصوصا للمسائل المتعلقة بمنطقته؛ التقارب الأردني - السعودي، هو تطابق بالدرجة الكاملة، الكفيل بمنح الثقة المطلوبة للترجمة على أرض الواقع، برأي سديد ليكون حاضرا في أي ترتيبات تكتب للمنطقة، سيكون لنا فيها بصمة بالتصميم والتنفيذ.

سحر الابتسامة التي بدأ فيها ولي العهد السعودي زيارته للمملكة كعادته منذ إطلالته على باب الطائرة، قابلتها الابتسامة الملكية من جلالة الملك وولي العهد، منحت الدفء والأمان وبعثت برسالة حروفها تسكن في القلوب، وهي جواب صريح لمن يعتقد بقدرته على القفز عن المحور الأردني - السعودي، بأوهام وتصورات تصلح مخدرا لمنسقي الفوضى والخيال، فهذه الزيارة هي تأكيد وجواب شافٍ للقوة والتكامل والتطابق التاريخي والمستقبلي بين البلدين، الذي لهما القدر بتوظيف الحكمة من منطلق القوة، للتسويات الإقليمية والدولية التي خلطت المعايير لبوصلة العالم الآن بهدف إعادة ترسيم أو ترتيبات، لتشكيل تكتلات جماعية، للمحافظة على الاستقرار، فللبلدين القول والفصل؛ نتيجة حاسمة للجهود وسداد الرأي.

توقيت الزيارة بعد سلسلة من التحركات بالمنطقة تمهيدا للقادم واستعدادا لجميع السيناريوهات، هي الحكمة والعنوان، والأيام حبلى بالخير وسنرى.