خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

عالم متغير..!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد يونس العبادي

لربما، يعيش جيل اليوم مفاهيم عديدة ومستجدة، ويرون ويتابعون ويتأثرون بأزماتٍ غير مسبوقة، فقد عشنا أزمة وباء

كورونا، وتحدث الجميع عن مرحلة التعافي، غير أن العالم ما لبث أنّ التقط أنفاسه حتى دخل بدوامةٍ جديدةٍ رتبتها الحرب في أوكرانيا، وتداعياتها التي ما زالت تغير في شكل واستقطابات هذا العالم.

فحتى أمسٍ قريب، كان القطب الواحد، والعولمة، هما العنوان الأبرز لبحوث السياسة الدولية، وكيف تتغير، وكان مفهوم العولمة، يعبر عن شكلٍ من الدراسات التي تتجادل بين مفهوم «الأمركة» ومفهوم الحضارة الواحدة، ويذكر الجميع حديث المؤرخ الأميركي فوكاياما عن «نهاية التاريخ» والذي يمكن وصفه بأنه نوع من أنواع الغرور أو الخيلاء الحضاري، الذي رتبته الهيمنة الأميركية، ليس في السياسة وحسب، بل في أسلوب الحياة.

هذا المفهوم، وهو نهاية التاريخ، وإنّ تراجع عنه كاتبه، إلّا أنه بقي مساحةً للتندر لدى كثير من المفكرين والفلاسفة المعاصرين، محاولين نفيه، غير أنّ الواقع اليوم، وحركة الحاضر، والتاريخ، تظهر أنّ لا ثبات في العالم، وأنّ مفاهيم العولمة وسواها، تتآكل أمام ما يجري من حربٍ في أوكرانيا، وأمام موجات الغلاء التي تعم العالم، وانشغال المحللين بتفسير ظواهر غير مسبوقة في المناخ، والحاجة إلى الطاقة، وكيف تؤثر في صياغة عالم اليوم، وترتيب قواه الدولية.

لم يعد للعولمة ذلك التأثير، فنحن اليوم أمام فريقين، في اصطفافاتهما العريضة، فريق يتحدث ويريد لمفاهيم العولمة التي سادت العالم في الربع قرنٍ الأخير، أن تبقى بأدواتها وشكلها ويريد أسلوب حياتها، وفريق آخر يريد عالماً متعدد القوى، والأقطاب، وبينهما تستعر منافسة مفتوحة، ونتائجها غير معلومةٍ بعد، وإنّ كثرت التكهنات حولها.

ولكن، ما يجب أنّ يدركه المتأمل لحركة التاريخ، بأنّ العالم، وحركته الإنسانية، بطبيعتها متغيرة، وبأنّ حكماً من قبيل: «لا تستطيع أنّ تغتسل من النهر مرتين»، تعني أنّ كل شيء قابل للتغيير، حتى الفرد بطبيعته.

ووسط هذا الحديث، يجب أنّ نتذكر أنّ هنالك ثوابت لا تتغير، وهي تستقي حضورها من المفاهيم الواسعة، فتحقيق العدالة، والحق، وغيرها من المفاهيم، هي ثوابت في صلب الحركة.

فكثير من القضايا، في عالمنا تقادمت، ولكنها لم تتغير، ولربما بينها القضية الفلسطينية، التي بقيت عنواناً لحقٍ عربيٍ وإنسانيٍ عريض، مهما تقادم عليه الزمن، ومهما تغير العالم، فإنها تبقى ثابتة، وهنالك الكثير من قضايا التاريخ، التي لم يمحوها تغير العالم، وقواه.

كما أنّ العولمة، بمفومها الواسع، وبمداها المتحقق، لم تستطع إلغاء خصوصيات العديد من المجتمعات، وإن كانت قد أثرت بها، فإنها لم تنجح في محو خصوصيتها، ولربما يجب العودة إلى مفاهيم أخرى بينها: العالمية، التي تقبل بتعدد الاتجاهات.

والمتأمل، والباحث، في ما يجري في عالم اليوم، عليه أنّ لا يغفل كيف غير التواصل وأدواته من طبيعة التفكير المجتمعي، وكيف باتت الاتجاهات «الشعبوية» الصاعدة تمعن في الخصوصية، وتبتعد عن الجوامع، ولربما هذا الأمر بات همّاً عالمياً، تشترك فيه العديد من المجتمعات.

نهاية، إنّه عالم متغير، وسُنن التجديد فيه واضحة، رغم الإسراف في حديث غير ذلك..وما يجري في أوكرانيا اليوم، وتباري الفريقان بسلاح العسكر على الأرض، وسلاح العقوبات ومفاعيلها، هي مقدمات لشكل جديد من عالم يتغير..

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF