.. هي حقاً، تخوض حرباً في كل بيت، فهل نقف الى جانبها، أم نقول، كما قالت بنو إسرائيل لسيدنا موسى (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)؟!.
لا أذكر انني حضرت نشاطاً من نشاطات سموها، سوى مرة واحدة وهي تتحدث في أمانة عمان الكبرى عن سباق ينظمه الاردن بمشاركة من دول عربية وأوروبية لمحاربة التدخين والترويج السياحي للعاصمة عمان.
كمواطن يكره التدخين، فإنني انظر الى الأميرة دينا وكل من يساندها، بأن تنتصر في حربها على هذه الآفة القاتلة، والتي أهلكت الجسد وأحرقت الاقتصاد رغم مزاعم الذين يقولون أن التدخين رافد اقتصادي.
قبل أيام، توقفت عند خبر نشرته «الرأي» بتوسع، تحدثت فيه سموها عن مضار التدخين وانتشاره، وأحسب أن حديثها كان بمثابة مرافعة عن الذين يبحثون عن هواء نقي، أمام أشخاص يدّعون بتعاطيهم «السيجارة» و'الارجيلة» أنه حرية شخصية، وهذا ليس صحيحاً.
هؤلاء الذين يخدعون انفسهم بحجج واهية، غررت بهم الشركات المروّجة، وساعدتها محلات تجارية ووسائل إعلامية، عندما أوقعتهم في «فخ» الدعاية، وأن التدخين يخفف الوزن ويزيل الهّم، ويساعدهم على التنفيس من ضغوطات الحياة، هؤلاء، ليس وحدهم الذين يدفعون الثمن، بل المجتمع الاردني برمته.
ورغم أن الجميع، يدركون حقيقة مضار التدخين، وما يسبب ضعفاً للبدن ويؤدي الى المرض والوفاة، ويؤثر على الوضع الاقتصادي ويشكل بيئة ملوثة، فإن المقابل، ازدياد في الأموال وتوسع في انتشار الشركات المنتجة عالمياً، كجهة وحيدة مستفيدة، حسب رأي سموها.
'الحرب» التي تخوضها الأميرة دينا ومن يناصرها، استذكر فيها مناشدة لوزير الصحة الأسبق د. زيد حمزة، عندما خاطب رئيس تحرير «الرأي»، حينها، المرحوم الاستاذ محمود الكايد، بأن ينزع إعلان الدعاية لنوع من التدخين (مارلبورو) عن صدر الصفحة الاولى للصحيفة باعتبار الإعلام شريكاً في محاربة التبغ بكل أشكاله، وهو ما حدث رغم القيمة المالية التي خسرتها «الرأي».
أما المقال الذي نشرته «الرأي» في زاوية «٧ أيام» للأستاذ حسني عايش، وكان بعنوان «كلما رأيت مدخناً.. سقط من عيني'! فقد أقام الدنيا ولم يقعدها وكاد يضع الصحيفة في اشتباك اجتماعي، إلا أن «سمعة الرأي» ودورها الاعلامي، جعلا من أهل الحكمة والمنطق، الوقوف الى جانبها، لمحاربة هذه الآفة التي تهدد حياة الشباب كفئة مستهدفة.
ومن الجميل في هذا السياق، أن يمنع رئيس تحرير الجوردان تايمز السابق سمير برهوم التدخين في المكاتب، ويعلن مدير مدينة الامير هاشم للشباب د. إبراهيم الشخانبة، مدينة خالية من التدخين، في وقت ينفق فيه المدخنون الاردنيون نحو مليار دينار سنوياً، فضلاً عن خسائر الصحة التي لا تقدّر بمليارات، ومع ذلك، ما تزال «الحرب» مستمرة والسيجارة تواصل اشتعالها.