كتاب

العاشر من «حزيران»

بإشراقة شمس المئوية الثانية لتأسيس الدولة الأردنية يزداد الشغف في الاحتفال بيوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى وعيد الجلوس الملكي، إذ يستذكر الأردنيون وأحرار الأمة البطولات والتضحيات الجسام التي قدمها الجيش العربي.

العاشر من شهر حزيران بكل عامٍ يحتفل الأردن بيوم الجيش، والذي يُصادف أيضاً ذكرى انطلاق الثورة العربيّة الكُبرى عام 1916م بقيادة الشريف الحسين بن علي.

لقد شكّل رجال الثورة العربية الكبرى نواة القوات المسلّحة الأردنيّة الجيش العربي المصطفوي.

منذ استقلال الدولة الأردنية في عام 1946، اكتسبت القوات المسلحة الأردنية سمعة تستحقها عن جدارة لكونها جيدة التدريب وعالية المهنية. لقد امتازت القوات المسلحة، الأردنية بجيشها القوي العالي الاحترافية.

وتمثل القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي هيبة الوطن وعنوان أمنه واستقراره، ومصنع رجالات الوطن الأشاوس.

لقد شكل الجيش العربي ركناً أساسياً من أركان الدولة الأردنية، وكانت له مساهمات كبيرة في تطور الدولة وتحديثها على كافة المستويات، فقد كان ينمو مع نمو الدولة، ويتطور بفضل الرعاية الهاشمية المتواصلة.

وللتأكيد على أهمية القوات المسلحة، يتم الاحتفال بذكرى «الثورة العربية الكبرى» ويوم الجيش وعيد الجلوس الملكي.

مناسبات وطنية رسمية مزينه بالتاج الملكي ومعطرة بالولاء والوفاء والإخلاص للدولة الأردنية الهاشمية.

لقد كان دأب الهاشميين، دائما دعم القوات المسلحة بالسلاح والعتاد والدعم الاجتماعي لعائلات العسكريين.

هذا العام الاحتفال بالمناسبات الوطنية، معطر بعبق انطلاق مسيرة الإصلاح الاقتصادي والسياسي، وهذا بالطبع يعني الكثير بالنسبة للجيش وقادة الإصلاح السياسي.

لقد نادى الملك عبدالله الثاني بضرورة الإعداد للحكومات المستقبلية التي سوف يتم انتقاؤها من خلال برلمان منتخب، بدلاً من تعيينها.

ولتحقيق الهدف والسير قدما نحو ذلك يتكاتف الجميع من أجل إتمام عملية الإصلاح، والتحديث للقوانين والأنظمة المتعلقة بالأحزاب، والانتخابات اللامركزية، والبرلمان والتي أخذت مسارها كضرورة لا ترفاً فكرياً.

ومن أهم السيناريوهات المتعلقة بالمرحلة أن الاعتماد على الجيش العربي، أصبح يتخطى حماية الدولة إلى المشاركة بالتغييرات ذات المغزى الوطني والقومي بما يعزز ازدهار الحياة السياسية الأردنية.

فالجيش العربي يساهم بجدية في البناء والإصلاح والتغيير والانتقال إلى عملية التحول نحو الديمقراطية التي طالما نودي بها منذ سنوات.

إن قوات الجيش العربي الأردني المؤهلة عسكريا وعلميا وسياسيا، تؤهلها لكي تستمر كما كانت عبر التاريخ أنموذجا مشرفا يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط.

وعلى مشارف المئوية الثانية للدولة الأردنية تأخذ الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، طابعاً مختلفاً عنوانه الحداثة والإصرار على استمرارية مسيرة البناء والإصلاح، والتغيير.

الدولة الأردنية تكمل مسيرة التنمية والإصلاح والتغيير، بهمة القوات العسكرية والأجهزة الأمنية وبتنسيق متقن مع القوى المدنية والسياسية، بنهج أكثر شمولاً ودقة، بما يضمن إعادة تقييم الحوكمة والمؤسسات التي تخدم الدولة، من خلال أفضل الممارسات والاستراتيجيات، التي تقدم فهما دقيقًا وإدراكا عميقا لكل التحديات المحيطة، من أجل تعزيز العمل لتحويل التحديات بإتقان إلى فرص مستقبلية.

وبهذه المناسبات الغالية اتقدم بأسمى ايات التهنئة والفخر والاعتزاز لقائد الوطن، وجيشنا العربي، والاسرة الأردنية الواحدة. حمى الله الأردن ارضاً وقيادة وشعباً.

a_altaher@aut.edu.jo