خلال لقاء الحسينية الذي عقده جلالة الملك عبد الله بن الحسين المفدى مع رؤساء الوزراء السابقين والذي تطرق خلاله جلالته إلى أهمية احترام التعددية السياسية، لأنها تعود بالنفع على مسيرتنا الديمقراطية، مشدداً على أن التنوع في الآراء والمواقف يقوي الأردن طالما أنها تستهدف المصلحة العامة. منوها جلالته الى أهمية اللقاءات التنسيقية بين الدول العربية وخاصة بين الأردن ومصر والإمارات والعراق والهادفة إلى رسم خريطة من أجل الازدهار وتحقيق الاستقرار لشعوب المنطقة.
الأردن كما قال الملك يعمل مع دول الإمارات ومصر والعراق لبناء أسس من التعاون سياسياً واقتصادياً. مؤكداً على الموقف المبدئي والثابت من القضية الفلسطينية التي تلقى دعماً استثنائياً من الدولة الأردنية، بهدف التوصل إلى حل عادل، يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولتهم المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
هذه اللقاءات المتكررة مع رؤساء الوزراء السابقين تأتي من خلال الشفافية المنهجية والتشاورية التي تبعث برسائل مهمة على أن التعددية في الآراء مقدسة ما دامت مصلحة الأردن العليا هي الهدف.
كل ذلك جاء وديرتنا الأردنية تحتفل بعيد الاستقلال، غير آبهة بالرياح الصفراء، وقوى الشد العكسي، وأصحاب الجمود العقائدي والسياسي، كانت أيام «الاستقلال» هبة شعبية قل نظيرها، لما حملته من معان ورسائل ودلالات استفتائية بزخم جماهيري عفوي عبر عن التطور المتصاعد والملحوظ للمسؤولية المجتمعية، وتفاعلها مع كل المناسبات الوطنية، وعن حجم الدعم والإسناد للنهج الملكي القائم على أهمية استكمال مهام التحديث السياسي والاقتصادي والإداري المتوازي والمتدرج، والإسناد الطبيعي لمواقف الأردن الداعمة للقضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
"الهبة الشعبية» ورغم الظروف الاقتصادية والسياسية الضاغطة كانت رسالة ترفض نهج التشكيك والممارسات التي تحاول عرقلة أي تقدم وتطور في بلدنا الحبيب، وتحاول العبث بحصانة جبهتنا الداخلية، وقد عبر عن ذلك رئيس الوزراء الأسبق، رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز عندما أكد على «ضرورة الدفاع عن منجزات الوطن، وأن الاحتفالات الشعبية التي شهدتها جميع محافظات المملكة في عيد الاستقلال عكست الروح الإيجابية لدى الأردنيين وجسدت رسالة ضد الأجواء السلبية التي يحاول البعض بثها».
نعم إنه تقييم موضوعي لواقع التحول الذي طرأ على الوعي الجمعي لمجتمعنا الأردني، الذي بدأ يعبر عن موقفه الحقيقي والقائم على الولاء والانتماء الوطني الصادق.