خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الملك المؤسس يخاطب الرأي العام الأميركي بخصوص فلسطين 1947

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد يونس العبادي

يُسجل للملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين (طيب الله ثراه)، بأنه أول زعيمٍ عربيٍ ومسلمٍ خاطب الرأي العام الأميركي، وذلك بعد عامٍ من نيل المملكة استقلالها، عام 1947م، في رسالةٍ نشرتها الصحافة الأميركية، وكان موضوعها فلسطين.

إنّ أهمية هذه الرسالة، التي خاطبت الرأي العام الأميركي، تجيء من محاورها التي ألقت الضوء، على ما يجري في فلسطين، وبأنها حاولت إيضاح ما يجري في فلسطين آنذاك، إذ يقول جلالة الملك المؤسس، في مطلعها: «يسرني أنّ أخاطب الشعب الأميركي حيث إنّ مشكلة فلسطين المأساوية، والتي لن تحل أبداً دون تفهم وتعاطف والتأييد الأميركي، ولقد كتبت ملايين من الكلمات عن فلسطين، أكثر من أيّ موضوع آخر، وإنني لن أتردد لإضافة شيء عليها، ولكنني أجد نفسي مضطراً ومن واجبي القيام بذلك».

ويواصل القول: «وإنني إذ مقتنع ولو بتردد أنّ العالم عامة وأميركا بخاصة لا تعرف شيئاً عن قضية العرب الحقيقية في فلسطين».

ويؤكد الملك المؤسس، على متابعته لما تكتبه الصحافة الأميركية، بقوله: «نحن العرب نتابع الصحافة الأميركية أكثر مما تتخيلون، وما تكتبه الصحافة عن القضية الفلسطينية، ولكن، وبصراحة نحن منزعجون أنّ نجد أن لكل كلمة تكتب بخصوص الجانب العربي، يقابل ذلك ألف كلمة تكتب لصالح الجانب الآخر».

ويشرح جلالة الملك المؤسس، قائلاً: «إنّ قضيتنا بسيطة للفهم فمنذ حوالي ألفي عام وفلسطين عربية مائة بالمائة، وما زالت عربية إلى يومنا هذا على الرغم من الهجرات اليهودية الكثيفة والمتتالية، ولكن مع استمرار هذه الهجرات سنجد أنفسنا كعرب أصبحنا أقلية في بلادنا فلسطين».

ويذكر الملك المؤسس عدد اليهود في فلسطين آنذاك، بقوله إنه بلغ نحو 600 ألف يهودي، فيما عدد السكان العرب حوالي مليون ومائة ألف نسمة، ويحاول تبسيط الموضوع للقارئ الأميركي، بقوله: «إنّ فلسطين بلد صغير، وتقارب مساحته مساحة ولاية «فرمونت».

ويوضح الملك المؤسس بالقول: «إنني أدعوكم للتفكير، ولو للحظة، ففي خلال الـ 25 سنة الماضية، أصبح ثلث سكان فلسطين مفروضين علينا».

كما جاء في مخاطبة الملك المؤسس للرأي العام الأميركي: «نحن في حيرة منذ فترة طويلة تجاه المعتقد القديم المتأصل في المجتمع الأميركي، بأنّ فلسطين على الدوام هي أرض يهودية..».

لقد دعا الملك المؤسس، إلى قراءة التاريخ الحقيقي لفلسطين، شارحاً ما مرت به من فترات تاريخية على مدار ألفي عام.

ومما جاء فيها: «واسمحوا لي أنّ أبين أنّ القدس، تأتي بعد مكة والمدينة في قدسيتها الإسلامية، والحقيقة أنّه وفي الأيام الأولى للإسلام كان المسلمون يصلون باتجاه القدس».

ويؤكد الملك المؤسس، أنّ الاضطهاد الذي حصل لليهود، لم يكن من صنع العرب، «نحن شعب كريم، ونفتخر بكرمنا.. نحن إنسانيون، ولم يتعجب أحد أكثر منا من ذلك الإرهاب الذي قام به الهتلريون».

ويؤكد الملك المؤسس، أنّ «فلسطين، لا تستطيع أنّ تقبل أكثر مما قبلت من اليهود»، آنذاك.

لقد حاول الملك المؤسس، أنّ يؤكد عدالة قضية فلسطين، وعدم منطقية، ما يجري من دعمٍ للمنظمات الصهيونية على حساب سكانها العرب، وختم بالقول: «ماذا سيكون جوابكم، لو طلبت منكم منظمة من الخارج أنّ تقبلوا في وسطكم ملايين من الأغراب، كي يسيطروا على بلادكم، وذلك فقط لأنهم أصروا أن ياتوا إلى أميركا، ولأنّ أجدادهم قد عاشوا قبل ألفي سنة، إنّ جوابنا هو مثل جوابكم، وماذا ستفعلون إذا أصرت المنظمة الخارجية، على إحضارهم رغماً عنكم، إنّ ما سنفعله، هو تمام ما ستفعلونه».

هذه الوثيقة، يعاد نشر مقتطفات، من مضمونها لأول مرة، وهي غنية، وتعبر عن حنكة وحكمة الملك المؤسس طيب الله ثراه، وتنبهه باكراً إلى الدور الأميركي، خاصة وأنها جاءت قبل نحو عامٍ من النكبة.

رحم الله الملك الشهيد، الذي كرس حياته مجاهداً لأجل العروبة، وفلسطين، والقدس..

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF