تنسجم ثقافة الابتكار والتجديد التي تقوم على التوفيق بين عمق الأصالة ومحدثات الزمان، مع دعوة الإصلاح والتجديد التي ينادى بها الأردن،وتقوم على حفز الثقافة وتفعيلها، بالتأكيد على ملمح » الهوية» الوطنية القومية التي ابرزتها النهضة العربية الكبرى، مثلما أسهم استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، في الخامس والعشرين من ايار 1946، في نهضة ثقافية عامة نهلت من مبادئ الثورة العربية الكبرى، التي كانت هذه المملكة الفتية من نتاجها اليانع.
وهكذا برزت الجهود الأردنية، كصورة للنهوض بالواقع التنموي، من خلال مشاريع مطورة يقوم بها الرياديون، وعن طريق تشجيع المشاريع الصغيرة، التي يقوم بها المبادرون، ولتتحوّل إلى مشاريع كبيرة توفر فرص العمل والرؤى الابتكارية في الاقتصاد والثقافة والسياسة، وتنعكس معها الحقوق المتصّلة بالمواطنة في إطار رؤية وطنية واحدة.
ووفقا للجهود الأردنية والتي رعتها اليد الهاشمية المباركة ترسخت قواعد العمل بروح الفريق الواحد، بمشاركة الجهات الفاعلة والمتفاعلة في المملكة، مثلما أولت الدولة الأردنية الهاشمية منذ نشأتها الثقافة والمثقفين جل اهتمامها، مذ شجع الملك عبدالله الأول المواهب الأدبية، مما أبرز شخصية أدبية أردنية لها سماتها الخاصة ضمن إطارها القومي، شاركت في صنع الحياة الثقافية العربية عامة.
واستكمالا لمسيرة الهاشميين هذه شهد عهد الحسين الباني نهضة ثقافية شاملة تمثلت في التشريعات الناظمة للشأن الثقافي، وتأسيس مؤسسات ثقافية وتشييد مشروعات ثقافية ومأسسة للعمل الثقافي في المملكة. وتعاظم الاهتمام الهاشمي بالثقافة، في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، باعتبار الثقافة إحدى المفردات المهمة للتنمية وتوطين المعرفة، وتعزز ذلك بلقاءات جلالته وحواراته مع الكتاب، وبإيلاء الثقافة مكانة تتوازى مع الموقع التاريخي للأردن،ومع رسالته الإنسانية التي تستند إلى النهضة العربية الكبرى.
فقد أطلق جلالة الملك أكثر من مبادرة لدعم الحركة الثقافية، كما تم–بتوجيهاته الرشيدة–إنشاء جائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع على المستوى العربي في العلوم والفنون والآداب، ودشنت وزارة الثقافة عدداً من المراكز الثقافيّة، ونال رواد الفن الأردني ومبدعوه تكريما ملكيا في اكثر من مناسبة، اثمر في زيادة نشاط الحراك الموسيقي والغنائي، وإعادة إنتاج التراث الأردني والعربي، وتم تأسيس «بيت الأفلام» في الهيئة الملكية للأفلام، مثلما كانت مشاريع"مكتبة الأسرة» و«القراءة للجميع»، من أهم المشروعات الثقافية في المملكة باسهامها في تعميم القراءة بين أفراد الأسرة من خلال تقديم الكتاب بأسعار رمزية وشمولها محافظات المملكة كافة. وطاف مشروع المدن الثقافية المدن الأردنية، بهدف توسيع المشاركة وتعميم فكرة دعم المسيرة الثقافية في مختلف المحافظات، إضافة لتنظيم احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية، لتثبيت الحق التاريخي للعرب والمسلمين في المدينة المقدسة.
عضو المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح
