خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

سلاح الحجارة في معركة القدس

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان

خلال الأيام الماضية تم تداول صور كثيرة حول استبسال الفلسطينيين، وفي طليعتهم المعتكفين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وبضمنها صورة تحمل دلالات عميقة، لثلاثة أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات يحملون الأعلام الفلسطينية، يضعون حجارة كبيرة ربما يعادل الواحد منها وزن الطفل الذي يحركها، ويضعونها وسط طريق في الضفة الغربية المحتلة، بهدف إغلاقه أمام قوات الاحتلال، وهي صورة تستحق أن تطبع بحجم كبير"بوسترات"، وكما كتب عليها من نشرها جديرة بأن "توضع في بيوت العرب وغرف أطفالهم، لكي لا ينشأ جيل رخو يفرط في حقه وكرامته ووطنه"، إنها تحمل رسالة المستقبل وتؤكد أن الأجيال المقبلة، ستكون أشد صلابة في الإرادة والكفاح لتحرير الوطن.

في 28 رمضان العام الماضي الموافق 10 أيار2021، بدأت مواجهات ساخنة بين قوات الاحتلال والشعب الفلسطيني، كانت نقطة البداية في 6 أيار بسبب قرار المحكمة الاسرائيلية العليا، بإخلاء سبع عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة لإسكان مستوطنين مكانهم، واشتعلت حرب فلسطينية اسرائيلية بعد اعتداءات واقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين للمسجد الأقصى، ولأول مرة قصفت المقاومة الفلطسينية القدس المحتلة ومدن أخرى بالصواريخ، وتوقفت المعارك بتاريخ 21 أيار بوساطة مصرية، صحيح أن الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة، تسببت باستشهاد 200 فلسطيني وجرح الآلاف وتدمير أحياء سكنية والبنية التحتية، لكن تلك المعركة وحدت الشعب الفلسطيني وجددت روح المقاومة، وهي جزء من مسيرة كفاحية متواصلة.

وتكرر المشهد خلال شهر رمضان هذا العام بدون قذائف وصواريخ، وكانت المواجهات بالايدي والحجارة وبلغت البطولات في مواجهة اقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين ذروتها في ليلة القدر، ويوم الجمعة الاخيرة من رمضان، حيث احتشد الفلسطينيون من كل انحاء الضفة وفلسطين 1948، باتجاه المسجد الاقصى المبارك، وكسروا حواجز الاحتلال وتحدوا جدار الفصل العنصري، وتجاوز عدد المصلين ليلة القدر ربع مليون.

كانت هذه ملحمة جديدة دفاعا عن القدس، سقط فيها شهداء ومئات الجرحى واعتقلت قوات الاحتلال عدد أخر من المقاومين، وبالاضافة الى ما تعنيه رسالة الاطفال الذين يضعون الحجارة أمام قوات الاحتلال، كان أحد المشاهد التي جسدت روح المقاومة والتحدي، أن عديد الشباب المرابطين داخل المسجد الأقصى، أدخلوا الحجارة وجلسوا بجانبها للتصدي لاقتحامات المستوطنين وجنود الاحتلال، في مقابل ذلك بقيت المواقف الرسمية العربية وتحرك الجامعة، تكتفي بإصدار بيانات وتصريحات الإدانة، وإجراء اتصالات دبلوماسية ومناشدة الأمم المتحدة وما يسمى "المجتمع الدولي" التدخل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية، دون أن يلتفت لها أحد لأنها تشبه الشيكات بدون رصيد، ليس لها ترجمة عملية بخطوات واجراءات سياسية جدية لدعم الشعب الفلسطيني، حتى المبادرة العربية التي أقرت في قمة بيروت عام 2002، وشكلت الحد الأدنى السياسي لقبول تسوية، وقوبلت برفض اسرائيلي فوري وتجاهل أميركي ودولي، تخلى عنها العرب أنفسهم ولم يعد لها ذكر، في الادبيات السياسية والمواقف الاعلامية!

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF