خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

العمل الفدائي

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان

لا أجد تعليقا يعلو على كلام والد الشهيد «رعد حازم»، منفذ عملية تل أبيب رحمه الله، فما قاله الأب بشجاعة وحرقة في نعي ولده، كلام يضرب في الجسد كالكهرباء.. عملية هزت دولة الاحتلال وأربكت أجهزتها العسكرية والامنية.

الهجمات التي وقعت خلال الاسبوعين الماضيين، تؤكد هشاشة الكيان الصهيوني من الداخل! وأكثر ما يلفت الانتباه في هذه العمليات، التي أسفرت عن مقتل 13 مستوطنا وجنديا وجرح عشرات آخرين، أن الفدائيين هم من جيل الشباب الفلسطيني في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، وينفذون الهجمات بحرفية وشجاعة، أعادت الاعتبار للقيمة السامية لمفهوم كلمة «فدائي»، الذي يحمل روحه على راحته ويضحي بنفسه من أجل قضية وطنية عادلة.

هذه العمليات تشكل عينة من مقاومة متواصلة يخوضها الشعب الفلسطيني يوميا، بأشكال وأساليب مختلفة ضد الاحتلال الصهيوني، في صراع وجودي دفاعا عن حقوقه المسلوبة. فهو يقدم الشهداء والأسرى والجرحى، ويعاني يوميا من اجراءات قمع وتضييق تستهدف حريته ومتطلباته المعيشية، وعمليات مداهمة واقتحامات للمسجد الاقصى وترويع المصلين، فضلا عن مواصلة عمليات الاستيطان في الضفة الغربية..الخ!

ما يميز هذه العمليات أنها ذات طابع فردي، يقوم بها شباب هم من يختار مكانها وزمانها وليست مرتبطة بتوقيت يختاره تنظيم، حتى لو كانوا ينتمون لبعض الفصائل مثل رعد الذي تبين أنه من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح، وهذا تحدٍ لقوات الاحتلال يؤكد فشل أجهزته الاستخبارية والأمنية، فمثل هذه العمليات غير التقليدية تحيد التفوق العسكري والتكنولوجي لجيش الاحتلال، الذي يعتمد على سلاح الطيران والدبابات.

هذا تغيير استراتيجي جوهري في نهج المقاومة الفلسطينية، في المرات السابقة كانت غالبية الهجمات تنفذها فصائل من قطاع غزة، فيرد العدو عليها بحروب مجنونة تستهدف المدنيين وتدمر البنية التحتية كما حدث في شهر أيار الماضي، لكن العمليات الجديدة تضرب في داخل مدن «الخط الاخضر- فلسطين 48» المزدحمة، وتزرع الرعب في قلوب المستوطنين بهذه المدن، ولا ينفع معها تفوق الاحتلال العسكري والاستخباري!

العمليات الأخيرة وحدت جهود المقاومين في عموم فلسطين التاريخية، حيث نفذ بعض هذه العمليات شبان جاءوا من الضفة الغربية، وبعضها نفذها شبان من فلسطين 1948 مثل عملية الخضيرة التي نفذها شابان من مدينة أم الفحم، ولم تنجح كافة اجراءات العدو الأمنية وبضمنها جدار الفصل العنصري، في منع وحدة الشعب الفلسطيني واختراق المقاومين للجدار وتنفيذ عمليات في الداخل.

هذه دروس يقدمها شباب مقاوم يشكلون طليعة شعب يرزح تحت الاحتلال، يفترض أن يفهمها العدو، وما يسمى «المجتمع الدولي»، ملخصها أن هذا الشعب لن يستسلم وسيواصل المقاومة ويقدم تضحيات بلا حدود، حتى استعادة حقوقه المشروعة.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF