خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

رقعة شطرنج أوكرانيا

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان

تبدو لي أوكرانيا أشبه برقعة شطرنج بين لاعبين كبار، فالحرب الروسية عليها لها جوانب عسكرية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية، وما يميز هذه الرقعة أن اللاعب الرئيسي فيها هو الرئيس الروسي بوتين الذي يمسك بمفاتيج الأزمة، أما في الجهة الأخرى فيجلس عديد اللاعبين يقودهم الرئيس الأميركي بايدين، ومن خلفه حلف الاطلسي وبريطانيا والاتحاد الاوروبي..

تتعدد التفسيرات لحرب بوتين على بلد صغير «بلطجة، حماقة، جنون عظمة، أو أنه وقع في الفخ"! لكن من السذاجة تصور أنه سيتراجع بلا ثمن، أو بدون حفظ ماء الوجه بعد أن رفع سقف شروطه على أوكرانيا، واذا قبلت بها كاملة فذلك يعني صك استسلام.

ويبدو لي أن بوتين شن الحرب بحسابات غير دقيقة أو متعجلة، وربما اعتبر أن ردود فعل أميركا وأوروبا، ستكون في إطار الادانات والشجب فقط، كما حدث عندما ضم القرم! اختلف الوضع هذه المرة فما تواجهه روسيا من عقوبات، هي حرب اقتصادية حقيقية موجعة وبدت شبه محاصرة، وتداعياتها واضحة على المواطن الروسي، وطالت الجوانب السياسية والثقافية والرياضية.

ومن تداعيات هذه الحرب أزمة الطاقة والغذاء، التي سيكون أكبر المتضررين منها الدول الفقيرة التي تستورد غذائها من الخارج، خاصة وأن الطرفين المتحاربين يعتبران من كبار مصدري الحبوب في العالم.

كان من أهم الإفرازات المأساوية لهذه الحرب، أزمة لجوء نحو مليوني أوكراني باتجاه بولونيا ورومانيا وبقية الدول الاوروبية، وهو مشهد يعيد إلى الأذهان كارثة اللجوء الفلسطيني، التي لم تحظ باهتمام دولي، لأن الدول التي تتباكى اليوم على أزمة لجوء الاوكرانيين، هي نفسها من دعمت الكيان الصهيوني في احتلال فلسطين وتهجير أهلها، وفي مقدمتها بريطانيا والولايات المتحدة! بالاضافة إلى ذلك أزمات اللجوء والنزوح في العديد من الدول العربية، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا، وكلها لعبت فيها تدخلات دول كبرى وأقليمية دورا أساسيا مثل غزو أميركا للعراق، والتدخل الروسي والايراني في سوريا، والحروب البينية في دول عربية أخرى!

هذه الحرب أنعشت حلف الناتو بعد أن كان في حالة «موت سريري"! حسب وصف الرئيس الفرنسي ماكرون قبل عامين، وأكدت مجددا تبعية أوروبا الى أميركا واعتمادها بشكل أساسي على حمايتها..!

من المؤكد أن هذه الحرب سيتمخض عنها تداعيات جيو – سياسية، على المستويين الأوروبي والدولي، واذا نجحت روسيا في فرض شروطها على اوكرانيا، فقد يشجع ذلك الصين على غزو تايوان واستعادتها، حيث تعتبرها جزيرة منشقة مدعومة من الغرب، بكل ما يترتب على ذلك من زلازل سياسية.

لكن أغرب المفارقات في هذه الأزمة، ما تتحدث عنه المصادر الغربية عن دعم الصين لروسيا بالسلاح! وهي مزاعم لا تتفق مع البدهيات، حيث تعتبر روسيا من أهم الدول المنتجة للسلاح، بكافة أنواعه وتنافس الولايات المتحدة في ذلك، فضلا عن قدراتها النووية الهائلة الكفيلة بتدمير العالم مرات عديدة، لكن في الحروب والأزمات يكثر الكذب!.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF