خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ديكتاتورية رقمية

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان

لم يكن يخطر بخيال أحد أن البشر سيصبحون في مرحلة ما، محاصرين بمنتجات التكنولوجيا الرقمية وخاضعين لهيمنتها بصورة لا فكاك منها، بل أن حياتهم تصاب بالشلل اذا تعطلت أجهزتهم الرقمية، وأنا شخصيا كنت أظن ان اقتناء جهاز الهاتف الجوال يدخل في إطار الكماليات، أو رغبة من البعض في التفاخر والاستعراض خاصة من يقتنون اكثر من موبايل، وكان ثمة ظنون لدى الكثيرين بالنسبة لحاجة الأفراد لجهاز الكمبيوتر واستخدام الانترنت وغير ذلك من نعم التكنولوجيا.

واليوم أجد نفسي مثل مليارات البشر خاضعا لطغيان التكنولوجيا الرقمية.. جهاز موبايل مع خطين، وهاتف أرضي – وخط قديم مفصول ذكرتني به شركة الاتصالات، عندما طالبتني مؤخرا بقيمة فاتورة قديمة، تعود الى تسعينات القرن الماضي، حيث تورثت الشركة هيئة الاتصالات الحكومية بما في ذلك الديون الهالكة، وتحسد الحكومات في بلادنا على ذاكرتها الرقمية، فيما يتعلق بديونها على المواطنين!

وبالاضافة الى ما سبق ذكره من أجهزة رقمية أصبحت رفيقة الدرب، هناك جهاز كمبيوتر ثابت، وآخر محمول «لاب توب» وآيباد، وكاميرا «ديجتال»، ومسجل «ديجتال» أيضا، فضلا عن التلفزيون والريسيفر، والـ"دي في دي» والمذياع، هذا في المنزل فقط، وفي السيارة «المتواضعة» لا يخلو الأمر من بعض الرقميات، كما تزدحم المؤسسات العامة والشركات بأجهزة التكنولوجيا الرقمية!

عندما شرعت بكتابة هذا المقال، انقطع التيار الكهربائي فجأة فتعطل كل شيء، وكأن ذلك العطل جاء بمثابة احتجاج ضمني على ما نويت كتابته، اذ شاءت التكنولوجيا تذكيري بأن المسألة ليست هزلاً، وأن كل الثرثرة عن الديمقراطية لا قيمة لها أمام الديكتاتورية الرقمية!. وبإمكان أي شخص تخيل نفسه بلا تكنولوجيا رقمية! لعل الكثيرين يفضلون الصوم عن الطعام وخاصة من الشباب المتحمس، على أن يفارقوا الموبايل والكمبيوتر، ومشاهدة قنوات الترفيه الفضائية، وإذا شاء المرء إعطاء التكنولوجيا الرقمية الوقت الذي تستحقه للتفاعل معها، والتلذذ بمنتجاتها فانه سيحتاج الى أكثر من 24ساعة.

هذه المنتجات وما انجبته من منصات رقمية لديها قدرة هائلة على فرض نفسها على المستهلكين حتى الادمان، ونسف موازناتهم المالية اذا لم يكبحوا شهواتهم! ففي هذه التكنولوجيا فوائد جمة، ووسائل متنوعة للتسلية وقضاء وقت الفراغ، او إضاعة وقت العمل والانتاج، وفيها أيضا سلبيات كثيرة تنعكس على المسلكيات الاجتماعية وعلاقات الناس ببعضهم إذا أسيء استخدامها، فجهاز الموبايل مثلا بقدر ما هو مفيد وضروري، لكنه مزعج ويخترق خصوصيات الناس، ووسيلة لتدمير العلاقات الانسانية وصنع المشكلات وربما الكوارث بالنسبة لبعض الافراد والعائلات، والذين فكروا بإنتاج هذه التكنولوجيا كانوا يهدفون لخدمة الناس وتيسير حياتهم، ومن عاشوا حياة قاسية قبل عشرات السنين وما زالوا على قيد الحياة، ليس من السهل عليهم الاقتناع بما يشاهدونه اليوم، وهكذا بإمكان من يستخدمون التكنولوجيا الرقمية اليوم، تخيل ما يخبئه المستقبل للاجيال القادمة، فعقل الانسان لا يتوقف عن الحراك والابداع، ومن يعيش يرى!

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF