خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

لا فرق بين احتلال وآخر!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان

كتبت في الرأي يوم 12/12/2021 مقالاً بعنوان «شتاء ساخن»، حول الأزمة بين روسيا وأوكرانيا التي كانت تتصاعد، ورفض روسيا انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وكانت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون يصبون الزيت على النار عبر الإعلام والتصريحات السياسية، ويحذرون روسيا من غزو أوكرانيا ويلوحون بالعقوبات، وكانت موسكو تنفي نيتها غزو جارتها وتقابل تلك الحملات بالسخرية، والغريب أن ما كان يبدو سيناريوهاً افتراضيا حدث بالفعل كأنه فيلم سينمائي!

بدأ الغزو وأعلنت موسكو أهدافها التي لا تخلو من غرابة، وأهمها نزع سلاح أوكرانيا وتطهيرها مما تسميه النازية الجديدة! وفي أي حرب يبدو سلاح الكذب أساسياً تستخدمه الأطراف المتحاربة، ومع تصاعد المعارك يزداد الدعم الغربي لأوكرانيا سياسيا ويفرض عقوبات على روسيا، ويزود كييف بالسلاح بحذر شديد، لكي لا يحدث اصطدام مباشر قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، ستكون نووية بالتأكيد، وهو ما لوحت به موسكو.

لا يوجد احتلال جميل وآخر بشع، ما قامت به روسيا هو غزو واحتلال، لا يختلف عن الغزو والاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان، وما سبقه من احتلال سوفييتي لهذا البلد عام 1979، وقبل ذلك كله الاحتلال الاستيطاني الصهيوني لفلسطين، وفي كل الاحتلالات لا بد أن تقع جرائم حرب، ويكون الضحية الأولى المدنيون وتدمير المساكن والبنية التحتية، والنزوح واللجوء الجماعي والإقامة في مخيمات بائسة وتسول المساعدات الدولية.

تبدو العواصم العربية الرسمية أقرب إلى الحياد، لكن قلوبها إلى جانب التحالف الغربي الذي تقوده واشنطن، الذي فرض عقوبات قاسية على روسيا، ويبدو أن بوتين لم يتوقع حجم هذه العقوبات وكأنه وقع في فخ، وبعض المحللين يعتقدون أن الغرب يريد استنزاف روسيا، في هذه الحرب وجرها إلى مستنقع لإضعافها حيث بدت معزولة سياسيا، كما ظهر في قرار الاستنكار والإدانة الذي صوتت عليه الجمعية العام للأمم المتحدة بغالبية كبيرة.

لكن المهتمين العرب من سياسيين وحزبيين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، اختلفوا بين مؤيد لبوتين ويدين سياسات خصمه الأوكراني، باعتباره من أصول يهودية ومؤيد لسياسات الاحتلال الصهيوني، ويخيل لي أن بعض اليساريين العرب لا يزالون يتوهمون أن بوتين نسخة عن لينين أو ستالين! رغم انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط الأيديولوجية الشيوعية في قلعتها الحصينة، وتوجه روسيا نحو النظام الرأسمالي.

وفي الخندق الآخر هناك من يعتبرونه غازياً، وكان حاضراً في الأذهان الدور البشع الذي قامت به القوات الروسية في سوريا، بقصف المناطق السكنية وتدميرها والتسبب بتشريد ملايين السوريين، فضلاً عن التنسيق الذي يتم بين موسكو والكيان الصهيوني، في قصف مواقع سورية بشكل شبه يومي.

العالم لا يزال يعاني من جائحة كورونا وما سببته من كوارث، حتى فجّر بوتين أزمة جديدة أشبه بنفق لا أحد يعرف إلى أين سيقود! وهذا دليل جديد على أن سياسات القوى الكبرى، تعيش على الأزمات والحروب، والضحية هي الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF