في تغريدة جلالته والتي وجه فيها الشكر لكل الأردنيين الذين هنأوه بعيده (الستين)، والتي تضمنت عهدا باستمرارية العطاء، منوها جلالته بأنه يستمد من الأردنيين العزيمة والأمل، وذلك تعبير عن التكامل الوطني، والذي تجسد على مدار تاريخ الدولة الأردنية من خلال ذلك التماهي بين الدولة وعلى رأسها جلالة الملك والمسؤولية المجتمعية التي ارتقت إلى مصاف عليا وتتجلى دائما في المنعطفات التاريخية التي مر بها أردننا الحبيب..
هذه المسؤولية المجتمعية المشهود لها على مستوى العالم جاءت من خلال الثقة المطلقة بأن القيادة الهاشمية الفذة القارئة بإبداع وموضوعية للواقع الجيوسياسي للأردن الذي يفرض تحديات جسام خارجية كانت كنتيجة الواقع الجيوسياسي في منطقة ملتهبة بأشكال ومعايير عدة..
الثقة المطلقة بقيادتنا الفذة التي استطاعت بحكمته ان تنآى بالأردن عن الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي اجتاحت المنطقة في العقد الماضي، والتي أدت إلى فك وتركيب في البناء السياسي والاجتماعي لدول الإقليم، فكان الأردن استثناء من خلال منظومة الأمن والاستقرار التي جعلت منه نموذجا في تلبية تطلعات الشعوب، وذلك انطلاقاً من مسيرة الإصلاح الشامل المتدرج والتي انطلقت ابتداء منذ الأيام الأولى لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، مركزاً على مفهوم المشاركة في صناعة القرار من خلال أوراق? النقاشية، والتي استهدفت الوعي الجمعي الأردني ووضعه أمام استحقاقات جديدة قائمة على جوهر الاصلاح الشامل والتي تجلى في ابهى صوره من خلال مخرجات اللجنة الملكية للتحديث، ومشاريع قوانينها التي تم ترجمتها من خلال تعديلاتها الدستورية التي ستتوج من خلال قانوني الاحزاب والانتخاب.
إن رفع استعداد المسؤولية المجتمعية هي بقدرتها على تلقي واحتواء تلك الإصلاحات في بعديها النظري والتطبيقي، معتبرة أن الكل الإصلاحي يكمن في وحدة وتوازن الاجزاء المكونة وهو الجانب الذي عبر عنه جلالة الملك من خلال معيار قياسي قائم على توسيع دائرة المشاركة في القرارات السياسية والمعاشية اليومية، والأخيرة جاءت من خلال قانون الإدارات المحلية بسماته الجديدة اللامركزية في صناعة القرار وتنفيذه.
هذا بالضبط ما نقرأه من رد جلالة الملك وشكره على التهنئة من كل الأردنيين ومؤسساتهم رسمية كانت أم مدنية، لكل ذلك نعاهد جلالته على أن نكون الجند الاوفياء في استكمال مسيرة الإصلاح السياسي، والتحول الديمقراطي، بما ينسجم مع توجيهاتكم الرشيدة والاستشرافية التي أبهرت العالم.
