بداية أهنئ جلالة الملك عبدالله الثاني بعيد ميلاده الستين، وأدعو الله تعالى أن يحفظه وولي عهده الأمين الأمير المحبوب الحسين من كل مكروه.. وأن يمد في عمريهما ويمنحهما، الصحة في خدمة الأردن الغالي، والعمل على صون الحقوق المشروعة لأشقاء روحنا (الشعب الفلسطيني) وحفظ مقدساتنا الإسلامية والمسيحية على الأرض الطهور.
وحول الرسالة الملكية التي وجُهت إلى الشعب الأردني وما حملت من أفكار، فأرجو من المعنيين أن يتم تبويبها والعمل على تنفيذ مضامينها، وفق جدول زمني محدد للأهمية. فتلك الرسالة الملكية تحمل الجزء الآخر من عملية الإصلاح بشقه الاقتصادي والإداري والقيمي، استكمالاً لمنظومة الإصلاح السياسي المنتظر تطبيقها، لنسير بإذن الله بخطوات واضحة نحو التقدم بأشكاله كافة.
***
كلية الشهيد فيصل..
هي المدرسة العسكرية الأولى في البلاد، التي كان لي شرف إنهاء المرحلتين الإعدادية والثانوية بها، بنسق من التمازج ما بين التحصل على المعرفة وما بين الانضباط العسكري الصارم تحت إدارة كوكبة من المربين الضباط الأكارم عيسى مصلح، جورج حنا، عبد المجيد المهدي، أسامة المفتي، عبد الحميد رشيد، سليم أبو الهوى، طارق محمود سلامة، عيسى كرادشة، ومخلد المجالي وغيرهم.
مدرسة كان نتاجها تعزيز الانتماء للوطن في نفوسنا والاعتداد بجيش يعربي أردني صاحب عزيمة وإقدام، حامل لشرف خوض معارك العرب المعاصرْ باقتدار وبطولة. صاحب أول انتصار على جيش الاحتلال في معركة الكرامة الخالدة..
كنت وأصدقاء الشباب المبكر، عواد سليم، عبدالسلام الحسنات، ناجح الرواشدة، منصور عثامنة، محمود عبدالله المومني، عبد السلام البطوش، سلام اليطاوي، والبرقاوي، وأحمد سالم الهواري، عصام البطاينة، وعطا الحميمات، وغيرهم الكثير، من أبناء ضفتي النهر المقدس وأغلب هؤلاء التحقوا بالجيش وحققوا مراتب هامة.. كنا جميعاً أبناء عسكريين وشهداء نهتف في الصباح الباكر يومياً، لفلسطين وللجزائر ولبلاد العرب، ونختمها بأنشودة (نحن حراس البلاد.. جيشنا الممنع).
أروي هذا الحديث من الذكريات لأبين بأن الجيش هو مدرسة صهر الوطنية وتعزيز الانتماء والاعتداد الوطني في نفوس الشباب، وبالتالي فإننا لا يمكن أن نحصن الهوية الوطنية الأردنية بأبعادها القيمية وبأبعادها العروبية والإسلامية إلا عبر مؤسسة الجيش، وهنا فإنني أقترح على قيادة الجيش إعادة الألق لمدارس الثقافة العسكرية على نسق كلية الشهيد فيصل/2 وأهمية إعادة الخدمة الإجبارية العسكرية، فهي أقوى وأقصر السبل لتعزيز المجتمع وتعزيز هويته الوطنية وتراص أبنائه وصونه من كل ما يمكن أن يؤثر في منظومة القيم، أو يخفف من الانتماء لا سمح الله..
***
سياج.. حماية للأردن وللعرب
جيشنا العربي/ قواتنا المسلحة الأردنية البطلة سياج الوطن، مؤسسة وطنية حرفية بامتياز، لم تتوقف يوماً عن ممارسة دورها المتعدد الأشكال في حماية البلاد، بل ودورها الكبير في خدمة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ودم شهداء الجيش العربي المصطفوي الذي روى أرض فلسطين امتزج بالأرض المقدسة، وبالدم الفلسطيني، حتى أصبحنا حالة واحدة غير قابلة للانفصال..
وجيشنا العربي صاحب الفضل والدور الأكبر في إعداد المؤسسات العسكرية للكثير من الدول العربية في فترة بدء نشوئها حتى أضحت اليوم مؤسسات يعتد بها.
واليوم فإن شبيبتنا الأبطال، من أبناء الجيش العربي والأجهزة الأمنية، يقفون بالمرصاد، يضعون دمهم مهراً لحماية الأردن، في وجه الإرهاب وتجار الموت درعاً للأذى الذي يحاولون إيقاعه علينا وعلى الأشقاء الذين يسعون إلى تسميم شبابنا بالمخدرات..
بل وأن الأردن هو في أغلب الحالات ممر للسموم ولقوى الإرهاب، والتي لا سمح الله وإن نجحت بأفعالهم المشينة فإن ذلك الأذى سوف يصل إلى الدول الشقيقة في الخليج وربما مصر.
لذا فإن مساندة القوات المسلحة الراهنة بواجبها الذي تقوم به اليوم بحماية أمننا وأمن أشقائنا من آفة الإرهاب، ومن آفة المخدرات، إنما هو واجب على أشقائنا ايضاً أن يضعوا كتفاً معنا لتعزيز وتقوية دفاعات مؤسستنا العسكرية البطلة حماية لأمننا الوطني والعربي سواء بسواء.
حفظ الله قواتنا المسلحة/الجيش العربي، إنه سميع مجيب..