يحتفل الأردنيون اليوم بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، واذ يضيء جلالته شمعته الـ (60) في مسيرة عمره المباركة، وهم أكثر تصميماً وعزماً على مواصلة مسيرة البناء والتقدم على خطى جلالة الملك، عاقدين الهمة والأمل على أن يظل الأردن انموذجا للإنجاز والعطاء والوحدة الوطنية، فخورين بقيادتهم الهاشمية الحكيمة، واثقين ومؤمنين بالقيادة الحكيمة لجلالة الملك وما تحقق على يديه من الإنجازات من أجل رفعة الوطن، وصون استقلاله ومنعته، ففي الثلاثين من كانون الثاني من عام 1962 م، ولد جلالة الملك.
ويأتي احتفال الأردنيين بهذه المناسبة الغالية على نفوسهم لهذا العام، وهم يقفون على أعتاب المئوية الثانية من عمر دولتهم العتيدة، وجلالته يتربع في قلوبهم بعدما تربع في وجدانهم وضمائرهم وعقولهم، والدعاء الى الله العلي القدير ان يحفظ الله سيد البلاد المفدى وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله وان يكلأهما بعين رعايته.
ويحدو الأردنيين الأمل بهذه المناسبة الأعز على قلوبهم ان تتواصل مسيرة البناء والانجاز وتيرة العمل والتقدم كما أرادها جلالته، وصولاً إلى ترجمة فكر ورؤى القائد المعزز إلى واقع يسهم في تعزيز موقع الأردن على خارطة العالم السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
جلالة الملك و منذ توليه أمانة المسؤولية الاولى انصبت اولوياته على رفعة الاردن وازدهاره، ناذراً نفسه لخدمة شعبه الوفي الذي يعتز بانتمائه ويفاخر الدنيا بأصالته و تكريس نهج العمل الجاد، وإيمانه العميق وقناعة الأكيدة ان الأردن القوي هو الأقدر على خدمة قضايا أمته، لتصبح افكار القائد وتطلعاته منهاج عمل يتسابق على تنفيذه وإرساء قواعده على ارض الواقع كل المخلصين من ابناء الاردن وبناته وقد شكلت جهود جلالته الفاعلة حافزاً جديداً للانتماء ومشاركة أبناء الوطن في مسيرة البناء والاصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، حيث عهد جلالة الملك للجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية بمهمة وضع مشروع قانون جديد للانتخاب ومشروع قانون جديد للأحزاب السياسية، والنظر بالتعديلات الدستورية المتصلة حكما بالقانونين وآليات العمل النيابي، وتقديم التوصيات المتعلقة بتطوير التشريعات الناظمة للإدارة المحلية، وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار، وتهيئة البيئة التشريعية والسياسية الضامنة لدور الشباب والمرأة في الحياة العامة، مؤكداً جلالته الفخر بما أنجز بلدنا في مسيرته الطويلة، معرباً عن شعوره بواجب المسؤولية في مواصلة عملية التطوير لضمان حق الأردنيين والأردنيات في ممارسة حياة برلمانية وحزبية ترقى بديمقراطيتهم وحياتهم، وتسهم في تحقيق أمنياتهم، مع دخول الدولة مئويتها الثانية.
كما اكد جلالة الملك العزم على إحداث نقلة نوعية في الحياة السياسية والبرلمانية، على نحو يضمن الأهداف والطموحات المرجوة في المستقبل، والأمل معقود عليكم للخروج بإطار تشريعي يؤسس لحياة حزبية فاعلة قادرة على إقناع الناخبين بطروحاتها، للوصول إلى برلمان قائم على الكتل والتيارات البرامجية، والتأسيس لمرحلة متقدمة في إسلوب ممارسة السلطة التنفيذية لمسؤولياتها استناداً لقواعد وأحكام الدستور الأردني العتيد.
تشديد جلالته على الاهتمام بدور الشباب والبحث في السبل الكفيلة لتحفيز مشاركتهم في الحياة الحزبية والبرلمانية، وتمكين المرأة الأردنية من المشاركة الفاعلة، وتعزيز قيم المواطنة، حقوقا وواجبات والحريات المكفولة بالتشريعات، والالتزام التام بمبدأ سيادة القانون.
كما وضع جلالته اللجنة الملكية أمام مسؤوليتها في بوضع مشاريع قوانين توافقية تضمن الانتقال المتدرج نحو تحقيق الأهداف المستقبلية كاملة، والتمثيل العادل للمواطنين على امتداد الوطن، وتخدمهم في حاضرهم، وتستشرف تطور حياتهم ومستقبلهم، مؤكدا اننا ونحن نخطو أولى خطواتنا في مئوية الدولة الثانية، ليكون أول ما يسجله تاريخنا الوطني، أنها بدأت بجهد وطني مخلص وحثيث نحو مزيد من التطوير والتقدم.
كما أكد جلالته اننا سائرون على الطريق نحو تحقيق تصورنا ورؤيتنا لدولة حديثة تستند على مواهب وقدرة الاردنيين في بناء اقتصاد قوي ومجتمع عصري. مشددا جلالته على الالتزام المستمر بتسريع عملية الاصلاح في الاردن على كافة الاصعدة.
وقد شهدت كافة القطاعات (الصناعية والاقتصادية والتجارية والخدمية والتعليمة والزراعية والصحية والسياحية) نهوضا وزدهارا واسعا، فقد حرص جلالته على ايلاء جل رعايته واهتمامه لمحافظات المملكة واطلاق خطط التنموية مما جعل من الاردن نموذجا يفاخر به ومثال يحتذى للعديد من الدول ومحط احترام وتقدير العالم.
اما على الصعيد العربي والاقليمي والدولية فكان تأكيد القائد العربي الهاشمي في كل مناسبة ولقاء داخل الوطن وخارجه على وقوف الاردن الى جانب اشقائه العرب في جميع قضاياهم العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحماية والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف، وكانت عمان في عهد جلالته القبلة والمقصد للعديد من زعماء وقادة دول العالم لتدارس الهموم والقضايا العربية والعالمية.
و شكلت الدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالة الملك محوراً رئيسياً ومؤثراً في العديد من القضايا التي تهم الاقليم وحاضرة بقوة في اروقة المحافل الدولية، وتُعد القمة الاردنية–الاميركية ولقاء جلالة الملك مع الرئيس الاميركي جو بايدن كأول لقاء مع زعيم عربي منذ انتخابه دليلاً على الاحترام والتقدير الدولي والمكانة التي يحظى بها جلالته، وهدفت الزيارة واجتماع جلالته مع اركان الاردارة الاميركية إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية والدائمة، كما بحثت عملية السلام والاستقرار في المنطقة، والفرص الاقتصادية.
كما تمكن جلالته من خلال زياراته للعديد من دول العالم ومن خلال مشاركته وترؤسه للعديد من الحوارات والمؤتمرات من التأثير عل هذه الدول وتأكيد وإظهار الدورالاردني المؤثر في القضايا الاقاليمية والدولية.
وعكست المباحثات التي اجراها جلالته مع قادة العالم رؤية جلالته وتطلعاته نحو تذليل الصعوبات والعراقيل التي تواجه تقدم الشعوب وزيادة اواصر التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية وجذب العديد من الاستثمارات الاقتصادية الى الاردن.
في العيد الستين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني يهنئ الاردنيون انفسهم ويهنئون القائد بعيد ميلاده متوجهين الى بارئهم عز وجل ان يحفظ الاردن في ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وولى عهده الامين اعزهم الله.