كتاب

قيادة مُُُلهمة

يُكمل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اليوم عقداً جديداً من عمره المديد، حيث تولى دفة الحكم في البلاد منذ نحو 22 عاماً ملكاً ملهماً وقائداً مؤثراً، يعمل بكل عزم وجد وإصرار من أجل رفعة وإستقرار الوطن وأمن وثباته، فقد نذر نفسه وجهده من أجل خدمة وحماية شعبه وإستقرار مواطنيه.

اليوم يحتفل الاردنيون بالعيد الستين للقائد المُلهم الذي لم يتوان عن خلق الفرص وفتح الافاق من أجل رفعة وتقدم وإزدهار المجتمع، ففي عهد المملكة الرابعة شهد الاردن إنجازات لافتة في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية والديمقراطية، وولج الاردن في عالم التكنولوجيا والاتصالات وأتمتة المعاملات الحكومية والخاصة، ما وضع المملكة في مرتبة متقدمة على الصعيد الاقليمي والدولي في هذا المجال.

كما شهدت البلاد تعديلات دستورية شاملة تهيىء لمستقبل مشرق للأجيال المقبلة، والتي تزامنت مع إنطلاقة المئوية الثانية من عمر الدولة، ما يؤكد الالتزام الراسخ والاكيد لجلالة الملك لتحقيق رؤى الشباب بمستقبل مشرق وآمن، يهيىء لهم الفرصة للإنخراط الكامل بكافة مفاصل العمل السياسي والإقتصادي والاجتماعي في البلاد، وتعزيز مشاركتهم في كافة مناحي الحياة.

كما أطلق جلالته العديد من المبادرات للشباب والمرأة لتمكينهم من الانخراط والمساهمة بشكل اكبر في كافة الانشطة المنتجة، وبما ينعكس ايجاباً على مجتمعاتهم المحلية، وتمكينهم من المشاريع الريادية والمبادرات الفردية لتأهيلهم ودمجهم، حماية لهم من التأثيرات الخارجية والمتطرفة، وتأمين التدريب المهني والتقني اللازم لهم، وإنخراطهم بالحياة السياسية وأخذ زمام المبادرة، ضمن أسس ومعايير وطنية إيجابية ملتزمة بقضايا الامة.

ولم يقتصر عمل جلالة الملك على الساحة الداخلية، بل حمل جلالته رسالة الامة العربية والاسلامية الى العالم، ليؤكد للمجتمع الدولي مبادىء الرسالة النبوية الشريفة السمحة للدين الاسلامي، دين الاعتدال والوسطية والتسامح، فتحدث الى العالم عبر منابر أممية ودولية كثيرة، بعد أن حاول الكثيرون حول العالم إلصاق تهمة التطرف والعنف بالدين الاسلامي، فكانت رسالة عمان التي شكلت تحولاً في تغيير هذه الصورة المشوهة التي حاول البعض الصاقها بالدين الاسلامي الحنيف.

كما حمل جلالة الملك القضية الفلسطينية الى العالم أجمع وقدمها على كافة القضايا، إنطلاقاً من الدور الهاشمي المصطفوي في رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية التي تواجه خطر التهويد والفناء يوماً بعد يوم،أمام مرأى ومسمع العالم، فكان الإعمار الهاشمي للمقدسات، والوقوف في وجه أعتى القوى التي أرادت إلغاء الوصاية الهاشمية على المقدسات، وفرض الرؤية الاردنية، وإقناع العالم بها، وقد حمل جلالته هذه الرسالة رغم إدراك التحديات والمخاطر التي قد تحدث نتيجة هذه المواقف المبدئية التي لا مساومة فيها ولا حلول وسط بشأنها.

اليوم ونحن نضيئ كأردنيين شمعة جديدة من عمر جلالة الملك المديد، لا يسعنا إلا ان نتضرع الى العلي القدير أن يحمي وطننا وأمتنا ومقدساتنا، وأن يحفظ مليكنا قائداً عربياً ملهماً ومخلصاً للأجيال وللأمة، وكل عام وجلالة القائد والوطن والشعب بألف خير.