خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الوصاية الهاشمية مسؤولية وشرف

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد يونس العبادي

يجيء لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني، برؤساء الكنائس في القدس والأردن، وشخصيات مسيحية، وممثلي أوقاف القدس، كتعبيرٍ عن أدوار وصاية ملوك بني هاشم الموصولة.

إذّ حمل هذا اللقاء ملامح راسخة، منذ أدوار العهدة العمرية الموصولة، بالرعاية والوصاية الهاشمية، والتي تشمل العمرانين الحجري والبشري، بما يمثله الأخير من وجه عيش مشتركٍ في المشرق العربي، وفي تاريخ وحاضر أمتينا العربية والإسلامية.

ومن بين ملامح اللقاء المهمة، إنعام جلالة الملك عبدالله الثاني، بوسام المئوية على بطريركية المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس، بالإضافة إلى إنعام جلالته بوسام المئوية على مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، نظير أدوارهم في ترسيخ الوجود المسيحي وتجسيد الوصاية الهاشمية في القدس الشريف، وأدوار مجلس الكنائس في الأردن.

هذا الإنعام الملكي، وما حمله اللقاء من تعابير، أكّد على الدور الموصول للوصاية الهاشمية، هو واحد من ملامح مسيرة هاشمية مباركة، وضعت ضمن مبادئ حُكمها عروبة المقدسات، والحفاظ على هويتها كمبدأ ثابتٍ لا يقبل التنازل، مهما تقادم عليه الزمن.

فالحفاظ على هذه الوصاية، وصونها، وصلابة مواقف ملوك بني هاشم، تجاهها، هي حكمة راسخة، لها حاضرٌ غني، تقرأ سياقاته من التبرعات السخية لجلالة الملك بترميم الكنائس في فلسطين.

وجوانب الوصاية الهاشمية، كانت حاضرة خلال اللقاء، بما أكّده مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى فضيلة الشيخ محمد عزام الخطيب، بقوله: «إن لقاءاتنا المتكررة مسلمين ومسيحيين مع جلالتكم لهي خير دليل على تمسككم بالعهدة العمرية وتمسكنا بالوصاية الهاشمية وتضحياتنا المشتركة دفاعا عن هوية وأصالة مقدساتنا كما كانت منذ 14 قرنا من الزمان».

وهذا تأكيد على عميق الإرث الهاشمي في المنطقة، وشرعيته ومشروعيته، في الدفاع عن مقدسات الأمة، وصون مقدساتها، في منعطفٍ تاريخيٍ تمرّ به الأمة، ويبدو بأنه هو المنعطف الأطول في تاريخها، بتصديها للصهيونية المتطرفة، ومحاولات عبثها بنسيج العيش المشترك.

غير أنّ جهود ملوك بني هاشم، وحكمتهم، في تعزيز هذه الوصاية، كان لها الأثر الأبرز، في صون مقدسات أمتنا، منذ عهد الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، وما أرسته الثورة العربية الكبرى من مبادئ بقيت راسخة في نفوس أهل المشرق العربي، بالإضافة إلى تبرعه للمسجد الأقصى عام 1924م، وكانت القدس إحدى أهم الحواضر بقيت في وجدانه ليوارى الثرى في ظلالها.

وهي وصاية استمرت عند الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، طيب الله ثراه، إذّ ما زالت تروي الوثائق عن أدواره، في إرساء الإعمار الهاشمي الأول (1922 – 1952م) وما زالت الوثائق شاهدة على مواقف بارزة له في سبيل القدس، حتى سمي بشهيدها، إذ رمم كنيسة القيامة، ودعم ثورة البراق، وقاد معركة إنقاذ القدس عام 1948م، وبايعه أهل القدس، ليرسي وحدة الضفتين.

وما زال أهل القدس يذكرون عهد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وتذهيب الصخرة المشرفة، والأمر بصناعة منبر صلاح الدين، وهي جهود موصولة للملك طلال بن عبدالله الذي حارب على أسوار القدس الشريف عام 1948م.

إضافة، إلى الإعمارات الهاشمية، ومأسسة أدوارها عبر إقرار قانون لجنة الإعمار الهاشمي، إلى جانب ما خاضه الجيش العربي الأردني من معارك الدفاع عن القدس القديمة، جبل المكبر، وعصيون، والشيخ جراح عام 1967م.

إنّ أهمية الوصاية الهاشمية، ليست في ما تحمله من جوانب عمرانية وحسب، بل بما تجسده من معانٍ عميقة الحضور في وجدان الناس، واهمها العيش والأخوة القائمة على روابط عميقة تصون قيم الإنسان العربي المسلم، يعبر عنه لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني الأخير بشخصيات مسيحية، وممثلي أوقاف القدس، وتهنئة جلالته للمسيحيين في الأردن وفلسطين بالأعياد المجيدة، فهو هو لقاء محبة، ويحمل رسائل مهمة، ونحن على أعتاب المئوية الثانية من عمر دولتنا الراسخة بمبادئها الهاشمية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF