خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من أوراق المئوية: ملامح لتضحيات الأردنيين لأجل فلسطين

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد يونس العبادي

لطالما كان الأردن، بقيادة ملوكه، وبوجدان شعبه، من المناصرين لفلسطين، وأول من قدموا التضحيات في سبيل قضيتها.

ومطالعة العديد من الحوادث والوثائق التاريخية، توثق للعديد من هذه الجهود والتضحيات، ومن بين هذه الملامح المبكرة، ما تورده الوثائق عام 1914م، وذلك عندما تبلور الخطر الصهيوني من خلال حركة بيع الأراضي، وعندها تقدّم ممثلو فلسطين وشرقي الأردن في مجلس «المبعوثان»، بخطة لمنع بيع الأراضي لليهود، وقد آزرهم المغفور له الملك عبدالله الأول والذي كان يمثل إمارة الحجاز ومندوبه.

وقد انبرت باكراً جريدة القبلة، الناطقة باسم الثورة العربية الكبرى، في فضح الحركة الصهيونية ومخططاتها، وحذرت الرأي العام العربي من هذه الحركة، وقد قام الصهاينة وبريطانيا بالاحتجاج على هذه المقالات.

وفي عام 1917م، رفض الشريف حسين التنازل عن فلسطين وبخاصة القدس، وقال: «إن فلسطين لأهلها ولن أسكت وفي عروقي دم عربي».

هذا الموقف المعزز والباكر لملوك بني هاشم، وخاصة في زمن المملكة العربية السورية، وما سبقها من أحداث الثورة العربية الكبرى، خلق مناخات عربية مؤيدة للحق الفلسطيني، وعام 1920م، قاد الأردنيون، أول تصادم مسلح مع الحركة الصهيونية، عندما قام أهالي الكفارات وبني عبيد والرمثا والواسطية ونجحوا في بلدة قم (بلدة الشيخ ناجي العزام) وأغاروا على منطقة سمخ وبيسان وبخاصة على المستعمرات الصهيونية، واستشهد الشيخ كايد مفلح العبيدات زعيم ناحية الكفارات، وكان أول شهيد في سبيل فلسطين وأول تصادم أردني صهيوني.

وعلى إثر ذلك وقّع شيوخ عشائر الأردن على احتجاج للإنجليز وكان من الموقعين عودة أبو تايه، حمد بن جازي، حسين الطراونة، غيث بن هدايا، سليم أبو رميلة، سليمان طريف، حمد بن طريف، سالم النسعة، وحامد الشراري.

ومن بين الملامح الأخرى، للدور الأردني الداعم لفلسطين، عام 1921م، عندما حدث تصادم بين عرب فلسطين في يافا وامتدت إلى كل نواحي فلسطين، فقد قام ممثلو الشعب الفلسطيني بتوجيه رسالة مستعجلة إلى الشريف الحسين بن علي وطلبوا منه أن يرسل أحد أنجاله إلى باريس للاجتماع مع وزراء خارجية الحلفاء الذي سيعقد في آذار من عام 1922م، للدفاع عن حقوق العرب وحقوق أهالي فلسطين، مؤكدين أنهم يثقون بالشريف حسين ثقة مطلقة، وبقي الشريف الحسين على موقفه هذا رافضاً أيّ اتفاقية مع بريطانيا لا تصون عروبة فلسطين ومقدساتها.

وفي عام 1930م، تبنى الأمير عبد الله قضية فلسطين وطالب ببطلان مطالب اليهود في فلسطين في كل المحافل الدولية، وعندما انفجرت المظاهرات والاحتجاجات في فلسطين، عام 1933م، وبدأت المصادمات بين الصهيونية والعرب في فلسطين عمّت المظاهرات شرقي الأردن، ومدنه وقراه، وأعلن الأردن الإضراب الشامل، وتدخل الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، أمير شرقي الأردن آنذاك، شخصياً ووجه مذكرة في 18 تشرين الأول 1933م، إلى المندوب السامي معبراً فيها عن قلقه الشديد وقلق سكان الأردن وأعلن احتجاجه وعدم رضائه عن تدفق اللاجئين.

وفي عام 1936م، خلال الثورة الفلسطينية، وبتوجيه من الملك عبد الله الأول، عُقد اجتماع كبير حاشد في قرية أم العمد برئاسة الشيخ مثقال الفايز حضره رجالات الأردن كافة، وقرروا مد إخوانهم بالمال والسلاح ورفعوا مذكرة بهذا الخصوص بواسطة الأمير عبدالله بن الحسين ليخاطب المندوب السامي، وزارة الخارجية البريطانية.

وقدّم الأردنيون، المئات من الشباب للمساهمة في صفوف الثورة الفلسطينية آنذاك، وشكلت مجموعات لمساندة الثورة ومن أبطالها: محمد المحيسن الملقب بالبطاح، ومحمد ذياب القوابعة وحسن المرايات ومبارك المرايات، وكان يساندهم مجموعات من عشائر الحويطات.

وتذكر الوثائق أسماء شهيدين من السلط، في فلسطين، عام 1938م، وهما علي العبويني وعبد الرحمن النجداوي وأثناء تشييعهما سار الأردن من كل المناطق خلفهم ينشدون الأهازيج الأردنية.

ومن المواقف الأردنية الأخرى المؤازرة لفلسطين، كان استضافة الصيدلي عبدالحليم بدران، وهو من سكان السلط المجاهدين الجرحى الذين يصابون بفلسطين، ويعالجهم.

وإلى جانب جهود الجيش العربي الأردني عام 1948م، ودفاعه عن فلسطين، كان هناك متطوعون، منهم: مجموعة الحويطات بقيادة الشيخ هارون الجازي وشارك في معركة القسطل إلى جانب الجيش العربي، ومجموعة بني صخر وعرب البلقان بقيادة الشيخ محمد الفايز، إضافة إلى مجموعة من متطوعي عشيرة العدوان وعباد والحديد، وكانوا تحت إشراف الجيش العربي الأردني وشاركوا معهم في معارك باب الواد واللطرون ومنطقة اللد والرملة.

إنّ هذه الملامح الأردنية، التي قادتها جهود ملوك بني هاشم وأبناء الأردن، هي بعض من مواقف ما زالت راسخة لأجل فلسطين ومقدساتها وأرضها.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF