خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

دعونا نتعب!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

لماذا نرضى بالقليل؟

وسؤالنا هذا استنكاري.

لماذا لم نعد نُفكر بالأكبر والأعظم والأضخم والأسمى، واكتفينا – في الغالب الأعم – بالأدنى والأصغر؟

يقول المتنبي:

"إذا غامرت في شرف مروم/ فلا تقنع بما دون النجوم».

تربّت أجيال على القيمة السامية التي يُجسدها هذا البيت.

وقد كان مجتمعنا في يوم ما يفكر على هذا النحو. كانت أحلامنا كبيرة ورؤانا عميقة وعزائمنا قوية وأفعالنا ذات مدى وأثر.

تغير الواقع في مجتمعنا فأخذنا نركز على الفرعي أو الجزئي أو الهامشي أو الصغير.

الأصل أن نركز على الأصل والفرع معاً، على الكلّي والجزئي، على الهامشي والمركزي، على الأكبر والأصغر.

فالأمم التي نجحت وسادت قديماً وفي عالم اليوم هي التي تُفكّر وتُنفذ على المستويين الأكبر والأصغر في آن واحد: «الماكرُويّ» و"المايْكرُوي."

أما نحن فيخيّل لي أننا اكتفينا بالحديث على المستوى الأكبر، كلام في كلام في كلام؛ والفعل على المستوى الأصغر، أفعال جزئية هامشية تُحدث أثراً بسيطاً.

ولا يمكن أن تنهض الأمم بذلك، فنهضتها تتحقق عندما تسمو برؤاها وأفكارها ومشاريعها وخططها، وتغامر وتعد العدّة لذلك.

من هنا أصبحنا على نحو عام مستهلكين لا منتجين، متلقين لا فاعلين، مستوردين لا مُصدرين، شارين لا بائعين، منتظرين ما يبتكره أو يخترعه أو يجترحه الآخرون.

أين المشاريع الضخمة التي تجتذب الاستثمار وتخلق فرص العمل وتحرك الاقتصاد؟

على سبيل المثال لا الحصر: أين سلسلة القطارات السريعة الأنيقة العصرية التي تقرب المسافات وتختصر الوقت والجهد وتحفّز الناس على الحركة الدائمة في المدن وبينها وإلى المرافق السياحية والجغرافية الجمّة التي ننعم بها؟

أين المنتجعات السياحية الضخمة التي تجتذب الناس محلياً وإقليمياً ودولياً؟

أين المصانع العملاقة؟ أين المجمعات السكنية والمدن الحديثة ذات الحدائق الضخمة والشوارع الواسعة ومواقف السيارات الرحبة والأرصفة المعدة لراحة المشاة والمسارب المخصصة للدراجات الهوائية؟

أين الحلول الكبرى لمشكلة المياه التي تُقلقنا: محطات تحلية عملاقة، نواقل للمياه من البحر أو من أعماق الأرض تكفينا لعقود قادمة؟

أين مشاريع حلول الطاقة التي تُجنبنا الاعتماد على الآخر؟

أين المختبرات التي تُمكننا من إنتاج لقاحات الفيروسات وأدوية الأمراض والأوبئة؟

أين المراكز البحثية الحقيقية المؤثرة التي تمكننا من تشخيص المشكلات – مشكلاتنا نحن على الأقل – بدقة ووضع الحلول الناجعة لها وتغنينا عن الاعتماد على مراكز بحثية خارجية تشخص واقعنا كيفما تشاء وتستشرف مستقبلنا وتخطط لنا على هواها؟

أين وسائل الإعلام التي تصنع الخبر – لا تستجديه أو تشتريه من غيرها – وتبرز قضايانا على نحو مؤثر؟

أين؟ أين؟ أين؟

والحقيقة المُرّة أن معظم الإجابات على هذه الأسئلة وغيرها، هي بالنفي.

والحقيقة المرة كذلك أننا نستطيع فعل الكثير على هذه الإبعاد: عندنا الموارد البشرية المؤهلة، لو لم تكن تلك الموارد منشغلة في الجزئيات والصغائر.

ما المطلوب إذاً لنحقق المراد؟

المطلوب – ببساطة – الإرادة الحقيقية أولاً، والرؤية الثاقبة ثانياً، والخطة التنفيذية الدقيقة ثالثاً.

لنتوقف عن الرضا بالقليل، ونردد مع المتنبي ثانية:

«وإذا كانت النفوس كباراً/ تعبت في مرادها الأجسام»

دعونا نتعب!

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF