النائب د. فايز بصبوص
إن حيوية وديناميكية الدبلوماسية الأردنية والتي تقاد بكل تفاصيلها ضمن إطار توجيهات مباشرة لجلالة الملك بذلت جهدا جبارا هدفها الاستراتيجي هو إعادة البوصلة الإقليمية والدولية نحو مركزية القضية الفلسطينية من جانب واحتواء تداعيات (الفترة الترامبية )ان جاز التعبير والانتقال من مرحلة الارتدادات التنموية والاقتصادية التي تجلت نتيجة لجائحة كورونا من جانب اخر ولذلك قام جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى بزيارات استراتيجية ومكوكية وكان أهمها زيارة جلالة الملك الى واشنطن والتي اعادت بوصلة حل الدولتين والعلاقات الأردنية?مع الولايات المتحدة الامريكية الى طبيعتها وعادت أيضا محورية الدور الأردني في المنطقة والعالم وكل ذلك اعطى دفعة حقيقية لترسيخ الرؤية الأردنية باتجاه كل القضايا السياسية والتنموية والإنسانية واعطت الأردن مساحة واسعة في حراكها الدبلوماسي ومدخلا للتشبيك الاقليمي من خلال زيارات إقليمية وتعاون إقليمي كانت أولى بوادره ترسيخ التحالف بين العراق والأردن ومصر وتوسيع دائرته اتجاه قبرص واليونان وإعادة ترتيب العالقات مع دول الخليج وعلى رأسها دولة قطر وهذه الحيوية الدبلوماسية مهدت الى توسيع دائرة التواصل مع الجمهورية الإ?لامية الإيرانية والتي مهد لها وزير الخارجية الإيراني من خلال اتصال مباشر مع وزير خارجيتنا وذلك نتيجة طبيعية واعتراف لمحورية هذا الكون وخاصة بعد الانفتاح الكلي على الجمهورية العربية السورية وجمهورية اللبنانية الشقيقة.
من هنا جاءت زيارة جلالة الملك الى دولة قطر الشقيقة ولقائه مع الشيخ تميم من اجل رفع مستوى التعاون القطري الأردني وخاصة في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي والاهم من كل ذلك هو توقيع اتفاقيات بين المؤسسات القطرية والاردنية لتشجيع الاستثمار وذلك نتيجة للعلاقات التاريخية والتي اعادت حجم الاستثمار والتبادل التجاري بين الدولتين الى مستويات ما قبل جائحة كورونا في هذه الزيارة ركز جلالته تركيزا واضحا على التوافق القطري الأردني حول القضية الفلسطينية ومركزيتها وحول أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمس?حية من خلال الحفاظ على الواقع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة وهو ديدن جلالة الملك في كل لقاءاته الدولية وخلال كل زياراته التي قام بها في سياق مواجهة صفقة القرن والضم وإعادة محورية حل الدولتين كمشروع قابل للتطبيق لا رجعة عنه.
إن السؤال الأكثر حيوية في هذه المرحلة هل استطاعت مؤسسات الدولة الأردنية وخاصة الحكومة ومجلس النواب والمؤسسات العامة والقطاع الخاص الاستفادة من هذا الحراك الدبلوماسي؟ الذي قاده جلالة الملك باقتدار شديد ورؤية استشرافية مهدت الطريق في حال التوظيف الصحيح لها لتعاون إقليمي اقتصادي وتنموي يمهد إلى توسيع دائرة الأسواق والاستثمار الإقليمي والدولي والنهوض ليس فقط على الصعيد احتواء التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا انما أيضا وضع الأردن على أبواب تحول اقتصادي وتنموي وصولا إلى نموذج اقتصادي قادر على تلبية احتياجات ال?نطقة في كل المجالات الاقتصادية كركيزة من ركائز إعادة الاعمار في الإقليم ويجسد في ذلك ما نطمح اليه بجعل الأردن محورا تنمويا واقتصاديا يحظى بثقة كل الأطراف لذلك على المؤسسات الأردنية مراجعة اليات التوظيف لمخرجات حيوية دبلوماسية أردنية وهذا الانفتاح الكلي وهو مطلب ملح لا يمكن التباطؤ في استغلال نتائجه.