فقد أثار تحقيق مستقل العديد من ردود الأفعال بعد أن خلص إلى أن قادة البنك وصندوق النقد مارسوا «ضغطا» لتأمين تحسين ترتيب الصين في تقرير البنك «ممارسة الأعمال 2018» وتلك الخاصة بالدول الأخرى في تقرير العام 2020 مما يمثل ضربة قوية للمصداقية. فهل ستطغى على الاجتماعات أجواء الاتهامات بالتزوير؟!
وتضم هذه الاجتماعات مجلسي محافظي مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الذي يجمع محافظي البنوك المركزية، ووزراء المالية والتنمية، والبرلمانيين، وكبار المسؤولين من القطاع الخاص، وممثلي منظمات المجتمع المدني، والأكاديميين. وستناقش الاجتماعات القضايا ذات الاهتمام العالمي، ومنها الآفاق الاقتصادية العالمية، واستئصال الفقر، والتنمية الاقتصادية، وفعالية المعونات، والتغير المناخي، والعودة للتعليم الوجاهي، وغيرها من المواضيع. وتعقد أيضا ندوات وجلسات إعلامية إقليمية ومؤتمرات صحفية والكثير من الأنشطة والفعاليات الأخرى التي تركز على الاقتصاد العالمي والتنمية الدولية والنظام المالي العالمي.
ومن الأسئلة والمواضيع التي ستناقش موضوع «هل يمكن أن يساعد تقليص تكاليف التجارة عبر الحدود من خلال تخفيض الحواجز غير الجمركية على إنعاش التجارة والنمو؟، وبخاصة في ظل الخلل الكبير الحاصل في سلاسل الانتاج والتوزيع»، وضرورة اعتماد نُهُج جديدة توفر سبل حماية اجتماعية شاملة للعمالة في مختلف أشكال التوظيف القائمة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وكيفية اطلاق العنان للتجارة لتعزيز التعافي الأخضر والشامل والقادر على الصمود من الجائحة.
توفر اجتماعاتنا السنوية فرصة فريدة للتفاعل مع المسؤولين الحكوميين والقادة الشباب وخبراء التنمية والأشخاص على الصفوف الأمامية للتعافي القادر على الصمود أمام الجائحة، والتحولات المطلوبة في أنظمة الرعاية الصحية لنشر لقاح كورونا الناجح وبناء القدرة على الصمود ضد الأوبئة في المستقبل. وضرورة الإسراع بوضع سياسات للتصدي لتغير المناخ، وآليات إعادة جميع الأطفال إلى مدارس أفضل، وكيفية تفعيل الدور الأساسي للتعليم العام في حقبة كوفيد 19، وآليات استجابة الحكومات للنمو المستدام بقيادة القطاع الخاص.
وعادةً تنشر تقارير مهمة تعكس واقع الاقتصاد العالمي وبالتفصيل على مستوى المجموعات الاقتصادية وعلى مستوى كل دولة. كما ويتم تحديث التوقعات للاقتصادات العالمية على المستوى الكلي، لوبخاصة من حيث معدل النمو الاقتصادي المتوقع والتضخم ووضع الحساب الجاري إلى جانب تفاصيل أخرى، أبرزها ما يتصل بالدين العام وعجز الموازنة وتوقعات أسعار النفط، كما يتم رصد التحديات التي تواجه التنمية الاقتصادية في الدول الاعضاء في الصندوق.
ويعقد على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين مجموعة ورشات عمل ومحاضرات وندوات من قبل مسؤولي المؤسستين، إلى جانب اجتماعات مع ممثلي حكومات الدول التي لديها برامج تصحيح مع الصندوق لأغراض التباحث في تعزيز العلاقات، وبحث سبل التعاون المشترك، وتوسيع الاستثمارات فيما بينها، وتشارك في هذه اللقاءات مختلف مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المالية وممثلو البرلمانات. وتعد هذه اللقاءات والاجتماعات فرصة لتوصيل وجهات نظر مختلف الأطراف لراسمي السياسات في المؤسستين.
وقد كان يفترض أن يعقد هذا الاجتماع في مراكش إلا أنه سيعقد في واشنطن نظرا لتعذر السفر بسبب ظروف وباء كورونا المستمرة وإن كانت بوتيرة أبطأ.
العالم يترقب هذه الاجتماعات كل ستة أشهر تقريباً، ومسار التنمية مهدد بارتفاع معدلات الفقر والبطالة والمديونية، فهل سيخرج المجتمعون بسياسات تعالج هذه المعضلات المزمنة؟ نأمل ذلك.
