النائب د. فايز بصبوص
في الذكرى الحادية والعشرين لانتفاضة الأقصى، والتي قدم فيها الفلسطينيون 4464 شهيدا وأكثر من 50 ألف جريح تتزايد اقتحامات قوات الاحتلال ومستوطنيه للمسجد الأقصى المبارك، لتصل إلى خمسة أيام في الأسبوع وعلى فترتين صباحية ومسائية، وما يعني احياء لمشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
لقد كان الرد الفلسطيني في شهر رمضان المبارك حاسماً خاصة بعد أن فرضت المقاومة الفلسطينية معادلة جديدة، لتكون جزءا من معادلة الردع في الأقصى والقدس بإسناد غير مسبوق للمقاومة الشعبية الباسلة للمقدسيين داخل الأقصى المبارك لتكون معركة «سيف القدس» معركة الردع التي فرضتها المقاومة في القدس.
في هذه الأيام شددت سلطات الاحتلال من قبضتها على الأقصى بمنع الكثير من الفلسطينيين من الوصول إليه في المناسبات والأعياد اليهودية، حيث فتحت الأقصى على مصراعيه لليهود ليؤدوا صلواتهم، وأدوا طقوسا تلمودية علنية ورفعوا العلم الصهيوني» في باحاته وقدموا شروحات عن «الهيكل» المزعوم.. فيما بلغت أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى خلال الأيام القليلة الماضية، حدًا غير مسبوق بحجة الاحتفال بالأعياد اليهودية. بينما منعت حتى فلسطينيي الداخل من الوصول إلى محيط المسجد، ناهيك عن دخوله.
ان هذا الكيان يعيد انتاج دوره من المسجد الأقصى من (إدارة المسجد الأقصى) الى (إدارة الحضور الإسلامي) في الأقصى وهي المهمّة التي باتت تتولاها شرطة الاحتلال.
وهذا يعتبر عدواناً صهيونياً سافراً على دور الأردن وأمانته التاريخية تجاه المقدسات.
من هنا أصدر الأردن، مجددا مذكرة احتجاج تطالب إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها في الأقصى كونه صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأن إدارة أوقاف القدس الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم وتنظيم الدخول والخروج منه، مؤكدا أن الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين.
أنّني أرى أن هذا التهديد يجب أن يقابل بموقف أردني رسمي وشعبي أكثر حزما متسلّح بأوراق القوّة الموجودة، وفي طليعتها التفاف الأمة حول حق الهاشميين الحصري في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وخاصة المسجد الأقصى المبارك وان اعتداءات الاحتلال، وشرطته، ومنظّماته، ومستوطنيه بلغت حدًّا يهدد هوية المسجد في صميمها، ويهدد حصرية هذه المسؤولية في إدارة شؤون المسجد، ورعايته، والدفاع عنه طوال العقود الماضية».