خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

فـي رحاب القوة الناعمة والميكافيلية الصلبة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. شهاب المكاحله قبل أيام قليلة، كنت في حلقة نقاشية عن القوة الناعمة الأميركية في عهدين حيث ناقشت وزملاء سيادة العقل الأميركي والثقافة الأميركية التي تستند إلى الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي تدعم القرار السياسي والعسكري الأميركي في كافة المحافل الدولية من أجل التأثير على الآخر. فما بين رحاب القوة الناعمة والميكافيلية الصلبة وصلت والزملاء إلى أن الحزب الديمقراطي ما بعد العام ٢٠٠٠ ليس كما قبله، فبوصلة الحزب الديمقراطي هي لعبة شطرنج الكترونية عن فن الحرب والسلم اللذين يُمكنان من حماية مصالح الولايات المتحدة الأميركية.

فالولايات المتحدة رغم انسحابها عسكريا من العراق وافغانستان إلا أنها لن تتخلى عن نهجها الذي تارة ما يكون ميكافيلياً صلبا وتارة أخرى ناعما لإدارة الازمات العالمية بدهاء أكبر عبر التحكم أكثر باحتياجات الآخرين ومشاعرهم ما يؤثر على البوصلة النهائية للشعوب باختيار الولايات المتحدة كمنقذ وملاذ آمن تماما كما حصل مع الكثير من الشعوب التي ثارت منادية الرؤساء الاميركيين للتدخل لحمايتهم.

الحزب الديمقراطي أكثر دهاء في فن إدارة الأزمات والمشاكل من الحزب الجمهوري؛ فالجمهوريون صقوريون يفضلون الحلول العسكرية بينما الديمقراطيون يفضلون الحلول الميكافيلية الناعمة لكسب ولاء دول خسرتها أميركا لعداء تلك الدول للولايات المتحدة بسبب سياسة الاستعلاء والصلف وفرض الأجندات والأحلاف والتلويح الدائم بلغة القوة والعسكرة.

واشنطن خسرت الكثير من الدول الشرق أوسطية وحتى أقرب حلفائها بسبب آلية التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط والعالم لأن العالم اليوم لا يرضخ للخطاب العسكري والأجندات الجاهزة لأن عصراً جديدا بدأ يلوح في الأفق.

لذلك فبعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، والنقد الشديد لسياسة الرئيس جو بايدن، لم نجد تراجعا أميركيا عن سياسة القوة الناعمة التي تروج لها الإدارة الأميركية عبر الكثير من البرامج الاقتصادية الدولية الموجهة للدول النامية؛ وهنا نجد أن المشروع الأميركي لزعامة العالم يستند إلى ثلاثة عناصر اعتمدتها الدولة العميقة في واشنطن.

أولاً، العولمة والقدرات الاقتصادية للولايات المتحدة. فالناتج المحلي الإجمالي العالمي وصل إلى ٨٥ تريليون دولار في نهاية العام ٢٠٢٠، بينما كان الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة ٢١ تريليون دولار، أي ما يقارب ٢٥ بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. لذلك تعتمد واشنطن سياسة القوة الناعمة المبنية على مكانتها الاقتصادية التي تتحكم بالعولمة ونُسيرها وفق ما تشاء لصالحها.

ثانياً، دور الإعلام الأميركي والثقافة الأميركية التي تساهم في نشر القيم الإنسانية المختلفة التي تنادي بها الكثير من الشعوب مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحريات العامة وحرية التعبير والمساواة بين الجنسين والتعددية السياسية وحماية الأقليات وغيرها من المبادئ الانسانية. فباتت واشنطن قبلة للناشطين في حقوق الإنسان والحريات.

ثالثاً، الضغط السياسي والاقتصادي الذي تنتهجه واشنطن في التعامل مع الخصوم من حيث فرض العقوبات الاقتصادية أو التلويح بها ما يؤثر على معيشة المواطنين في تلك الدول تمهيداً لنشر حالة من التململ والتذمر من آلية الحكم في تلك الدول. وينتج عن هذا فوضى خلاقة أو فوضى منظمة تطيح بأنظمة وتأتي بأخرى تكون موالية أكثر لسياسات الولايات المتحدة ونظرتها العالمية.

في الوضع الراهن ستعمل واشنطن بسياسة القوة الناعمة في رحاب الميكافيلية تمهيداً لإضعاف الخصوم من الداخل عبر تمرير رسائل للشعوب بالدعم اللوجستي والإعلامي والثقافي والاقتصادي والسياسي المتمثل بالديمقراطية والحريات العامة والتعددية الحزبية وحقوق الإنسان وحماية الأقليات وغير ذلك من الأمور التي تعول عليها في إدارة الأزمات العالمية. ولكل أمة الحق في حماية مكتسباتها ومكانتها بما يتماهى وطبيعة النظام الحاكم فيها وطموحاته.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF