خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ليس رأياً عاماً

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة لا يُجادل اثنان في أن الرأي العام مهم في صناعة القرار، إذ لا بد من الأخذ بالاعتبار آراء الشعب في الحكم والإدارة بوصف الشعب مصدر السلطات والجهة التي تنعكس آثار القرارات عليها.

لكن السؤال الذي يُطرح اليوم، في ضوء المستجدات في العقد الأخير بالذات، هو: هل ما يُكتب ويُقال في وسائل التواصل الاجتماعي يُمثل رأياً عاماً؟

والجواب، بعد التدقيق والتمحيص المُعمقين وفي ضوء تجربتنا خلال عقد كامل، هو لا، وكلّا.

ندرك بالطبع أن بعض ما يقال في تلك الوسائل مفيد وعميق ويجب أخذه بالاعتبار عند نظر مسؤول أو لجنة أو جهة ما في أمر معين، على مبدأ «ما خاب من استشار».

فكلما تعددت وجهات النظر، وتنوعت الزوايا التي ننظر منها إلى مسألة ما، كان القرار أنسب وأدق.

لكننا ندرك كذلك أن معظم ما يُكتب أو يُقال في تلك الوسائل يندرج إما تحت ما لا قيمة له أو السلبي الهدمي، الذي لا فائدة ترجى منه.

قلّة تُعبر بعقلانية وإيجابية وحكمة، وكثرة تثرثر أو تنم أو تسخر أو تذم وتقدح، ومعظم ما تقدمه هو كلام عاطفي مبنى على الانطباعات وأنصاف الحقاق والتعميمات الجارفة.

والأخطر ما يقال ويكتب من باب الازدراء والرفض المطلقين، ازدراء ورفض كل شيء انطلاقاً من ثقافة سلبية عدمية.

من هنا تأتي أهمية عدم أخذ وسائل التواصل الاجتماعي على محمل الجد عند صناعة القرار.

وهنا يكمن الخطأ الذي يقع فيه بعض المسؤولين على مستويات الإدارة المختلفة عندما يبنون قراراتهم على ما يقال ويكتب في تلك الوسائل، من باب كسب الشعبية، حسب ظنهم، فتكون قراراتهم غير مدروسة وغير موفقة، أو عندما يتراجعون عن قراراتهم بمجرد وجود رفض أو هجوم عليها في وسائل التواصل الاجتماعي.

الأصل عندما يُتّخذ القرار أن يُتّخذ على نحو مدروس ومسؤول ومن قبل لجان مختصة وخبراء، مع الأخذ بآراء الشعب الحقيقية، لا بأهوائهم أو انطباعاتهم أو أمزجتهم المُتقلبة.

خوف المسؤول مما يكتب أو يقال، وتراجعه عن قرارات مهمة نتيجة أهواء، يحرم الناس من نتائجها الإيجابية، وبالذات في ظل عدم دعم هذا المسؤول من الجهات الأعلى منه إذا ثبت عند رأيه.

وهذه أصبحت ظاهرة مقلقة جداً في مجتمعنا، وبخاصة إذا ما تذكّرنا أن قوة مؤسساتنا ورصانتها عبر المئة عام الماضية ما كانت لتكون لولا قوة المسؤول وشجاعته وعدم انحنائه أمام قوى الشد العكسي التي نجدها اليوم مهيمنه على تلك الوسائل.

حقيقة أخرى لا بد من إثارتها، وهي أنه حتى في حالات الآراء الرصينة التي يدلي بها البعض فقد لا يُعتد بها إذا وجد الخبراء أنها لا تصلح. فالإصغاء لشي ما لا يعني بالضرورة الأخذ به.

أما المهم تأكيده هنا فهو أن الخطاب المسيطر في وسائل التواصل الاجتماعي لا يجب النظر إليه على أنه رأي عام لا يُشق له غبار. ونخطىء إن ظننا ذلك، وبعضنا - مع الأسف - يظن كذلك فيخطىء.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF