ضانا الكنز البيئي والمشاهد الخلابة، تحضر اليوم أمام أنظار الجميع بكامل بهائها وأسرار جمالها، بل انها أصبحت «ترند» الحديث والنقاشات من المواطنين كافة، خبراء وغير خبراء، مسؤولين وغير مسؤولين، اقتصاديين وغير اقتصاديين ومستثمرين وبيئيين وغيرهم .
ضانا العرعر والبلوط، أمام حيرة القرار، ما بين المهتمين في البيئة والذين لا ينظرون اليها بغير ذلك، وما بين نظرة اقتصادية مستقبلية منفعية للجميع لما فيها من ثروة مدفونة تحت جبالها تنادي مستكشفيها لإخراجها، لتحقيق منفعة للاقتصاد الوطني وعكس خيراتها على الجميع دون ان تمس الطبيعة الساحرة فيها.
ومن هنا يبدو ومن خلال النقاشات المستمرة بين أطراف المعادلة الطاقة والبيئة والنواب والأعيان أن ثمة هناك تفاهمات قد تفضي إلى قرب ايجاد حلول منطقية توازن بين الاستثمار في المحمية والحفاظ على هويتها البيئية دون أن تمس..
وزيرة الطاقة تؤكد أن هذا المشروع سيوفر فرص عمل مباشرة تقدر بألف فرصة، و2500 فرصة عمل غير مباشرة وهذه أرقام مهمة لتخفيف معدلات البطالة وخاصة في منطقة الاستثمار، بالإضافة الى ان الدراسات تؤكد جدوى الاستثمار في استخراج النحاس والذي تقدر كمياته بأكثر من 40 مليون طن في المنطقة الشمالية للمحمية وحدها دون المنطقة الجنوبية لمنطقة ضانا التي تعجز الشركة عن الدخول اليها وهذه كميات تقدر بالمليارات من الدولارات والتي ستساهم في تحقيق معدلات نمو اقتصادية كبيرة وخاصة بعدما اثبت ويثبت قطاع التعدين انه رافد اقتصادي قوي ومثال ذلك شركتا البوتاس والفوسفات فقد قادتا معدلات النمو إلى الارتفاع خلال الربع الاول.
الموازنة بميزان من ذهب بين البيئة والاستثمار هو ما تسعى اليه الحكومة وهو وبحسب متابعتي للتصريحات «خارطة طريقها» للبدء باستخراج تلك الثروة المدفونة والتي تقدر بالمليارات ونحن بأمس الحاجة لها لما نعانيه من أزمات اقتصادية وبطالة سيساهم هذا المشروع الاستثماري بتشغيل ما يقارب 2500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
ضانا تمتلك عنصرين مهمين للاقتصاد وهما (الجمال والمال)، فجمالها وسحرها الطبيعي يجذب السياح حيث يرتادها آلاف السياح محليا وخارجيا ويتمتعون بمناظرها الخلابة ، والثاني الثروات الدفينة في باطنها من معدن النحاس والذي قد يدفع استخراجه إلى تحقيق منفعة اقتصادية ستنعكس على الجميع وخاصة سكان تلك المنطقة وما يحيطها من مدن ومحافظات .
وهنا يبقى السؤال ماذا لو اكتشفنا أكبر مخزون للنفط أسفل غابة حرجية وماذا لو اكتشفنا احتياطي ذهب كبيراً أسفل أرض زراعية، هل سنقف مكتوفي الأيدي أمام تحدي البيئة وخاصة أن تلك الثروات مدفونه في باطن الارض.
مواضيع ذات صلة