ما أن تجلس في أي مكان مع اي كان سواء أكان قريبا أو صديقا أو في جلسة عامة تضم أشتاتا من الناس، حتى يتصدر الحديث عن «الفساد العمومي» مشهد الكلام والفلسفة غير المنطقية وغير المستندة على شواهد، مكتفين بـ «قاااااالولوا» كدليل.
تصغي بصمت لأحاديثهم عن الفساد، ولكنك ستشعر بالندم إذا سألتهم «أين الفساد»؟ فيبدأون بالتعميم وينطقون بمصطلح «خرباااانة» ولا يعلمون أن لهذه الثرثرة أضراراً ساهمت بجزء كبير مما وصلنا إليه اليوم، وما زالوا مستمرين بعكس الصورة السلبية وغير الواقعية على بلد «استقام الوقوف أمام كافة الرياح العاتية».
بل حتى أنهم يتجاهلون الإنجازات ولا يلتفتون إليها خلال أحاديثهم حتى أنهم لايطيقون أن يذكرها أحد وإذا ذكرت يبدأون بالتغامز والتهامس وينعتون قائلها بعدة ألقاب «سحيج», «مستوزر»، «مستنوب» ولو علموا لفهموا أن دفاعك عن الحق عقيدة لمواطن يؤمن بوطن ويدافع عنه وهو يرى ويشهد الانجازات المتتالية يوماً بعد يوم.
ألا يعقلون، ليدركوا أن ثرثرتهم السلبية مسموعة وإلى العالم منقولة، لتقف عائقا أمام الطموحات في جذب الاستثمارات الأجنبية ورجال الأعمال أو حتى المساعدات التي ستساهم بتقديم الخدمات لهم وهم يتشدقون بالكلام, وعند النظر إليهم وهم يتبادلون الأحاديث وينتقدون ويعلقون سترى أن كل مظاهر النعم تبدو عليهم التي لا يجب إلا وأن تتبع بالحمد لله.
يوشحون البلاد بالسواد فلا يعجبهم شيء، لا مسؤول معين ولا مشروع ينفذ ولا حتى انجاز تحقق ولا إصلاح سياسيا ولا اقتصاديا لا شيء يرضيهم، يخترعون الكلام ويجملونه بطابع حب الوطن والوطنية ولا يعلمون أنهم يطعنونه بالخاصرة ويستنفدون الثقة التي تحققها السياسة الحصيفة التي تقاد بحكمة لدى العالم من ساسة ومستثمرين، أثبتها واقعٌ يعيشونه اليوم فلم يجوعوا ولم يعطشوا ولم تتوقف حياتهم ولم يعانوا ويتزاحموا على أبواب المستشفيات ولم يحصوا الجثث و لا حتى ثرثرتهم وتنظيرهم توقفت وهم يستبيحون الوطن والانجازات التي تحققت على أرضه.
اصمتوا كثيرا، وثقوا قليلا، فما نعيشه من أمن واستقرار على جميع الصعد، دليل على اننا سائرون في الطريق الصحيح رغم الامواج العاتية.
مواضيع ذات صلة