في سياق التنسيق والتكامل المستدام بين الرئاسة الفلسطينية والمملكة الاردنية الهاشمية فقد حضر رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الرئيس ابو مازن الى عمان من اجل التشاور ووضع الخطوط العريضة للتحرك القادم وخاصة بعدما تسرب من هنا وهناك ان هناك مبادرة من اجل احياء عملية السلام..
هذا التكامل يعطي رسالة واضحة ان المحور الاردني الفلسطيني ثابتة من ثوابت دبلوماسية البلدين وهذه زيارة جاءت ايضا نتيجة لمحورية الدور الاردني ولاطلاع القيادة الفلسطينية على نتائج زيارة جلالة الملك التاريخية الى واشنطن, وفي سياق عملية التشبيك التي يقودها وقادها جلالته في الاقليم بأبعادها السياسية والاقتصادية رغم التطورات المتسارعة التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية ومدينة القدس من توسيع دائرة الاستيطان الى استكمال مشروع الاحلال والتهويد والفصل العنصري واخر تلك الاحداث استشهاد اربعة فلسطينيين في مخيم جنين اثناء التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني عند اقتحامها للمخيم..
كل تلك الاحداث قد غابت عن الاعلام نتيجة التطورات في الملف الافغاني وكارثة لبنان في منطقة عكار والتي بحثها جلالة الملك مع الوفد اللبناني الذي قدم الى عمان مؤكدا جلالته ان الاردن مع سيادة لبنان ومع دعم جيشه وقواه الامنية ودعم كل مشاريع اعادة انتاج الاقتصاد اللبناني بما يقرره هذا الشعب العظيم.
وفي سياق الحراك الدبلوماسي نحو الاردن جاء وزير الخارجية القطري والتقى مع وزير الخارجية الاردني الصفدي مؤكدا الصفدي ان الدعم القطري المالي والسياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني قد كان عاملا حاسما في صموده وثباته على ارضه وقد نوه الصفدي ايضا ان قطر ما زالت تلعب دورا محوريا في الحوار الافغاني الافغاني، والافغاني الاميركي وان التحولات والتطورات الاخيرة في افغانستان والتي سيطرت خلالها حركة طالبان على العاصمة الافغانية كابول دون اراقة دماء هي نتيجة للحوار الجاد الذي قادته قطر تجاه اي تحول عسكري في موازين القوى يجب ان يحيد الدم الافغاني من المعادلة وان تكون كل تلك الانتقالات للسلطة مهما كانت اطرافها يجب ان تكون سلمية الطابع وهذا ما تم ترجمته على ارض الواقع.
ان كل ذلك يؤشر إلى محورية الاردن وسياسته الحكيمة المرتكزة على الواقعية السياسية والوسطية والاعتدال فيما يخص المتغيرات السياسية والمستجدات في المنطقة بالتماهي والتوازي مع صلابة الثوابت القيمية والسياسية للهاشميين على مدار التاريخ ولرسالة الاردن العروبية والمحورية ان الدور الاردني يتعاظم ضمن اطار استقلالية مطلقة جوهرها وحجر اساسها مصلحة الاردن العليا اولا وعدم الزحزحة عن المواقف الاردنية تجاه القضية الفلسطينية والتي يحاول كثير من القوى الاقلمية والدولية تغييبها عن الساحة الاعلامية وعن مساحة الفعل السياسي لصالح المستجدات الاقليمية والدولية وهو ما جعل الاحتلال الصهيوني يصعد من انتهاكاته وسياساته الاستفزازية العنصرية المرتكزة على استكمال مشروع التهويد من خلال سياسة الاحلال البغيظة.