مؤسف ما نراه ونسمعه يومياً من سلوكيات ومظاهر سلبية تتصدر المشهد العام على صفحات التواصل الاجتماعي، تخلق حالة من اليأس والاحباط وتجذر السلبية بشكل مريب.
سلوكيات أصبحت عادة يومية تستهدف بث الاشاعات وخلق الفتنة وتراشق الاتهامات يميناً وشمالاً، فضلاً عن اغتيال الشخصية واطلاق الاحكام المسبقة بحق اشخاص ومؤسسات دونما تأكد من صدقيتها وبلا وجه حق.
كل هذه التفاعلات والانشطة الالكترونية تنخر بطريقة وبأخرى في النسيج المجتمعي وتستهدف السلم المجتمعي، وتخلق حالة من الفوضى الممنهجة احياناً، والتي تنتج من الجهل وعدم الوعي باستخدام هذا الوسائل ايجابياً.
وهنا ما يجري على ساحات الفضاء الالكتروني لا يرضي أحداً ونجد ان الجميع؛ افراداً ومؤسسات، طالته شرارة هذا التصرفات اللامسؤولة، وفي النتيجة الوطن الخاسر الاكبر.
حجم كبير من الطاقة السلبية والتي تولد الاحباط وتنزع الثقة بمؤسساتنا الوطنية، تزداد معها فجوة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
لا ينكر احد دور وسائل التواصل الاجتماعي البارز والمهم في تسليط الضوء على بعض مواطن الخلل والتقصير والتجاوزات في عمل بعض المؤسسات، والأفراد، وخلقت رأياً عاماً كان سبباً في كشف بعض المظاهر السلبية وبالتالي ساهمت في مساعدة الاجهزة المتخصصة على التعامل معها.
وفي هذا لا نستطيع أن نغفل مدى المظاهر الايجابية التي تسود وسائل التواصل الاجتماعي في مراحل معينة خصوصا عندما يتعلق الامر بالتعاطي مع القضايا والانجازات الوطنية والقومية، عندها نلحظ مدى الايجابية التي تغلف الجو العام.
هذه الابعاد الايجابية لوسائل التواصل الاجتماعي تدعونا للبناء عليها والاستمرار بها، وأن نبتعد عن كل ما يشوبها من اخطاء كبيرة ومكلفة في احيان كثيرة تستهدف الوطن وامنه المجتمعي والقومي.
وهنا يجب ان نتنبه الى أن بعض الحسابات والصفحات التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي تديرها اطراف خارجية لديها أدوات داخلية تستهدف الوطن وتسعى لإلحاق الضرر به بشتى الطرق.
المطلوب اليوم أن نتحلى بقدر عالٍ من المسؤولية الوطنية وان نضع نصيب أعيننا المصلحة العليا للدولة وألا ننجر وراء السعي للشهرة على حساب الوطن والمجتمع، ما يتطلب خلق حالة من الوعي والادراك والتمييز بين الخير والشر والابيض والاسود لا أن نكون ادوات في يد غيرنا نؤذي وطننا ومجتمعنا دونما دراية أو ادراك.
كثير من السلوكيات والتصرفات التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي، تؤشر وبقوة إلى أن المعلومات تنقل وتنتشر دونما توخي الدقة والتأكد من صحتها، يتناقلها البعض دون معرفة بفحواها واصبحوا أدوات مسيرة ضحية الجهل وعدم المعرفة.
اجمالاً،، المطلوب اليوم خلق حالة من الوعي العام، هدفها تحذير رواد هذه الوسائل من مغبة الانجرار وراء الاستخدام السلبي لها بقصد أو عن غير قصد، وارتداداتها السلبية على المجتمع والوطن، فضلاً عن المسؤولية القانونية المترتبة على القيام بمثل هذه السلوكيات الخاطئة.
مواضيع ذات صلة