أ.د. محمد الرصاعي
تأكيدات متواصلة من مجلس التعليم العالي على عودة التعليم وجاهياً العام الدراسي القادم، وفي ظل استمرار انتشار فيروس كورونا وسلالاته المتعددة، وعدم وجود مؤشرات واضحة على وقت انتهاء الجائحة التي تسبب بها الفيروس، يتطلب الأمر تنفيذ الخطة الوطنية الشاملة التي يتبناها مجلس التعليم العالي، إضافة لقيام كل جامعة أو مؤسسة أكاديمية وضع خطة مناسبة لإعادة فتح هذا القطاع بشكل سلس ومناسب ودون مخاطر كبيرة.
مرتكزات أساسية يجب أن تتضمنها خطة إعادة فتح قطاع التعليم العالي، أهمها وضع بروتوكولات الصحة العامة وغيرها من البروتوكولات الضرورية موضع التنفيذ لجعل التعليم داخل الحرم الجامعي آمناً، كما يتوجب تضمين الخطة التفصيلات القانونية والإدارية لعملية التطعيم وإعطاء الطلبة والكوادر الإدارية والتدريسية، اللقاحات.
إضافة إلى أنَّ دعم الكوادر التدريسية بالتدريب اللازم وتزويدهم بالأجهزة الإلكترونية المناسبة، وتعديل الخطط الدراسية، وتجويد البنية التحتية الإلكترونية داخل الجامعة أمر أساسي يجب أن تعالجه خطة العودة للجامعات مجدداً.
وفي مجال تدريس المساقات الجامعية لم يعد خافياً ضرورة دمج التعليم الوجاهي مع التعليم الإلكتروني تحقيقاً لما يسمى التعليم الدامج، حيث كان التعليم الإلكتروني من التغييرات التي حفزها الوباء وتستحق الاحتفاظ بها والبناء عليها، حيث كشفت كورونا عن تواضع التعليم الإلكتروني في جامعاتنا ومؤسسات التعليم العالي بشكل عام، وقد وجه مجلس التعليم العالي سابقاً الجامعات لتفعيل هذا النمط من التعليم ووضع الخطط اللازمة بهذا الخصوص.
تنفيذ خطة العودة للتعليم الوجاهي يجب أنَّ يتم بأدوار تشاركية للطلبة والكوادر التدريسية والإدارية، وهذا يحتاج أن تحدد الكليات في الجامعة الإجراءات الخاصة بها لإعادة تنظيم الحياة في الحرم الجامعي وذلك للتباين بين الكليات فيما يخص طبيعة التدريس والتفاعل بين الطواقم، وفي جهة التنفيذ لا بد من التنسيق والتعاون مع المجتمعات المحلية بخصوص الخطط والبروتوكولات. كما أن التنفيذ الناجح للخطة يتطلب المرونة وتوفر المسارات البديلة، في حالات الطوارئ والمستويات المرتفعة من الخطر .
وفي هذا الإطار نأمل أن تشكل الجامعات وقطاع التعليم العالي مثالاً متقدماً في حالة الوعي الصحي، وتمكين المجتمع من مواجهة الجائحة وتجاوزها بأقل الخسائر، وذلك من خلال تنفيذ خطة العودة للتعليم الوجاهي، والتقيد بأوامر الدفاع والبروتوكولات الصحية، وأخذ اللقاحات، لكي تكون الجامعات هي مصدر الوعي المستنير والثقافة الإيجابية، وتساهم في بناء حياة صحية آمنة لجميع المواطنين.
[email protected]