احمد ذيبان
يستسهل العرب وجامعتهم، اللجوء الى الأمم المتحدة لتقديم الشكاوى، مما يصيبهم من ظلم وتعسف وابتزاز من قبل قوى أجنبية سواء كانت كبيرة أم صغيرة، وتكثر وزارات الخارجية في الدول العربية وجامعتها، إصدار بيانات الشجب والإدانة، ومناشدة ما يسمى «المجتمع الدولي» التدخل لإنصافهم، دون أن تجد من يستمع لها..!
أحدث نكسات العرب في مجلس الأمن، النتيجة الأولية للجلسة التي دعت لعقدها مصر والسودان نهاية الأسبوع الماضي، لبحث أزمة العلاقات مع إثيوبيا بسبب إصرار الأخيرة على بدء عملية، الملء الثاني لـ"سد النهضة» من دون اتفاق، بعد وصول مفاوضاتهما مع أديس أبابا إلى طريق مسدود، حيث كانت مواقف الدول الكبرى باهتة، دعت الى إعادة الملف إلى الاتحاد الافريقي، وهو ما اعتبرته إثيوبيا نصراً دبلوماسياً..!
حتى القرارات الدولية التي يتوافر فيها الحد الأدنى من الموضوعية، يتم الاستهتار بها ورفضها من قبل الأطراف الاخرى، وأهم شاهد على ذلك القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، مثل قراري مجلس الأمن 242 و338، وقرارات الجمعية العامة مثل قرار 194 الذي يسمح بعودة اللاجئين، وقرار محكمة العدل الدولية بشأن الاستيطان في تموز/ يوليو 2004، واعتبرت فيه الاحتلال الإسرائيلي وجدار الفصل العنصري يشكلان انتهاكاً للقانون الدولي. وقرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بداية يونيو الماضي، ويتضمن شمول ولايتها القضائية الأراضي الفلسطي?ية المحتلة عام 1967، وذلك يعني إمكانية التحقيق وتوجيه لوائح اتهام لمسؤولين اسرائيليين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
وغير ذلك من قرارات أخرى عديدة متعلقة بالقدس المحتلة وعمليات التهويد التي تقوم بها سلطات الاحتلال، لكن جميع هذه القرارات بقيت حبراً على ورق، ولم تبذل الأمم المتحدة و"المجتمع الدولي» جهوداً حقيقية لتنفيذها، وبطبيعة الحال العنصر الرئيسي في استهتار إسرائيل بهذه القرارات ورفضها، هو الدعم والحماية التي توفرها الولايات المتحدة لها، وواشنطن مطمئنة لعدم توافر الإرادة السياسية لدى العرب، لاستخدام أوراق الضغط القوية التي يمتلكونها سياسية ودبلوماسية واقتصادية! وعلى سبيل المثال دولة مثل كوريا الشمالية، يفرض مجلس الأمن ?قوبات عليها، ومهما قيل عن سياستها وعزلتها، لكن رئيس الولايات المتحدة السابق ذهب إلى «سنغافورة وفيتنام»، لعقد قمتين مع رئيسها عامي 2018 و2019، والتفاوض معه حول ملفات ساخنة مثل السلاح النووي والعقوبات!
بالمقابل تبدو غالبية القرارات الأممية، التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، على هيئة عقوبات دولية كانت ضد دول عربية، سرعان ما تجد طريقها للتنفيذ طواعية أو بالإكراه، والأمثلة على ذلك كثيرة، حتى التدخلات الفجة من قبل الآخرين في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، لا تهتم بها المنظمة الدولية، وكما يقال «الحيط الواطي» يسهل القفز عليه!
[email protected]