خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من وحي المئوية (17) المكرمون المئة والأربعون

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. جواد العناني أُهنئ كل من ورد اسمه من بين المئة والأربعين وأهله من الذين كرموا يوم عيد الاستقلال من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة مرور مئة سنة على انشاء الدولة الأردنية. ولو كان لي خيار انتقاء الاسماء لما ترددتُ في اختيار مئة على الأقل مِمَّن فازوا.

وقد عادت بي الذاكرة إلى الكتاب الشهير الذي ألفه الأمريكي » مايكل هارت» ونشر للمرة الأولى عام 1978 بعنوان » ترتيب المائة شخص الأكثر نفوذاً في التاريخ». وأعيد نشر الكتاب مع بعض التعديلات عام 1992. وقد أثار الكتاب جدلاً واسعاً لأنه اختار الرسول محمداً بن عبدالله كأكثر شخص أهميه في تاريخ البشرية، وتلاهُ » اسحاق نيوتن»، وفي المرتبة الثالثة أتى السيد المسيح. أما عمر بن الخطاب فقد احتل المرتبة الحادية والخمسين.

وقد اختار » هارت» وهو عالم الفيزياء الفضائية، الأشخاص المئة بناء على تأثيرهم من حيث القدْر والمدَّه. وقد أُنْتِقَد الكتابُ من كثيرين، ولكن المؤلف أصر على موقفه. ولو طبقنا معايير مشابهة على اختيار المائة والأربعين الأكثر تأثيراً وأهمية في المائة سنة الأولى في الأردن لَوضعت جلالة الراحل الملك الحسين أولاً، والملك المؤسس عبدالله الأول ثانياً، والأمير الحسن ثالثاً، والملك الراحل طلال رابعاً. ولكانت الراحلة الملكة زين الشرف خامساً، ولكنَّ الذين اختاروا القائمة تجنبوا ذكر أي من الملوك أو أصحاب السمو الملكي من الأمراء. وعلى هذا الأساس كرّم الراحل الأمير زيد بن شاكر.

وما اعجبني في القائمة أيضاً أنها مالت إلى اختيار الأشخاص الذين اختارهم الله إلى جواره، أو من الذين أصبحت حياتهم السياسية بسبب العمر قريبة من الانتهاء. إن لم تكن انتهت فعلاً. ولعل في هذا جائزة ترضية لمن لم يقع عليهم الاختيار لأن ما زال فيهم همة قد تؤهلهم مستقبلاً للعودة للحياة العامة. ولكن هنالك أشخاص كرموا ممن زالوا أحياء، وبعضهم يمارس الحياة العامة. ولقد كان من الأجدى تجنب تكريمهم الآن، ليس لسبب إلا لأن اختيارهم يفتح الباب على تساؤلات كثيرة ممن لم ينالوا شرف التقدير.

ويجب أن يشكر صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني على تلك المبادرة التي حرصت أن تكون الاختيارات مُستَحَقة، وأن يكون التوزيع الجغرافي والديمغرافي واحدة من المرجعيات في اختيار الأسماء. وهذا انصاف في ضوء تاريخ الأردن خلال القرن الأول من تأسيسه ككيان سياسي هاشمي حديث. ومراعاة الجغرافيا والديمغرافيا كانت مبررة بكل ما في الكلمة من معنى. ولن يعجز الباحثون والمدققون عن اختيار أسماء تمثل كل المناطق وكل المكونات. فالأردن زاخر بالرجال والنساء الذين كان لهم عطاء وأثر كبير على الأردن.

وكذلك روعي في انتقاء الأسماء أن تمثل مختلف القطاعات بدءاً من القطاع العام، فالخاص، فالمدني، ومروراً بكل القطاعات المحددة داخل هذه الأطر الثلاثة. فكان من المختارين رؤساء وزارات، ووزراء، ورجال قوات مسلحة، ومن القطاع الخاص تجار، وصناعيون، وبناءون. ومن القطاع المدني أشخاص من النقابات المهنية، كالأطباء، والمحامين، والمهندسين. وكذلك من أصحاب الخير، سواء كان هؤلاء رجالاً أم نساء.

وقد سرني أنني في كتاباتي التي وضعتها عن المئوية أنني أوردت على الأقل سبعين اسماً ممن كرموا ومنحوا أوسمة. وكنت سأتحدث عن آخرين كرموا ولم أذكر أسماءهم حتى الآن، ولكنهم سيظهرون في مقالات قادمة.

ولو ترك لي المجال لاختيار أشخاص لم يفوزوا، فإنني قد أختار أسماء عرفتها وعملت معها، أو أشخاصاً عرفت مساهماتهم مِمَّن عرفوهم، وما يزال بعضهم حياً حتى الآن. ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر، وبدون تحديد أو ترتيب، أتذكر الأشخاص التالية مبيناً سبب ترشيحي لهم.

المرحوم الدكتور علي نصوح الطاهر الذي عمل منذ عام 1946 في الأردن مديراً للزراعة والبيطرة والمعادن، ثم عين أميناً عاماً (وكيل وزارة) لوزارة الزراعة حيث قام – واقتبس هنا من الموسوعة الفلسطينية خلال فترة توليه هذا المنصب (1951-1960) باستحداث عدد من المستنبتات الزراعية، وأنشأ أولى المدارس الزراعية في الأردن في الجبيهة والربة، وادخل أصنافاً جديدة من الأشجار المثمرة والنخيل المستورد من المدينة المنورة. وقد أطلعني دولة الأخ عون الخصاونة على كتاب نصوح الطاهر في الزيتون، وكان يعتبر المرجع الأول للأردنيين في زراعته في الأردن. وشغل بعدها منصب وزير وسفير وعين. ولما تقاعد عاش في مصر وكان له منتدى ثقافي يؤمه السياسيون والمهتمون بالشأن العربي. لقد كان أثره كبيراً جداً على قطاع الزراعة وما يزال ذلك الأثر باق.

وأما الشخص الثاني فهو المرحوم حكمت أحمد الساكت، الذي أمضى معظم حياته في قطاع التربية والتعليم. وخلال السنوات الطويلة التي أمضاها في القطاع، عرف عنه دأبه في العمل حتى ساعات متأخرة من الليل، ومعرفته لمعظم العاملين في القطاع، وضبطه لموازنة الوزارة، وعدالته المتميزة في القرارات، وحفزه لبناء المدارس، والحفاظ على عراقة التعليم. إنه مثال للنزاهة والخدمة المتفانية. وقد عمل رحمه الله وزيراً للزراعة، ووزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء، ووزيراً للتربية. وكان من أنظف الناس، وأكثرهم جدية، وما تزال آثار عمله قائمة حتى الآن.

وكذلك لا بد لي أن أذكر انساناً رائعاً مثل المرحوم الدكتور زهير عبدالفتاح ملحس الذي تخرج طبيباً من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1954، وتخصص في الأمراض الباطنية والقلب بجامعة » نورث ويسترن» في مدينة شيكاغو الأمريكية. وكان من رواد الصحة والمكافحين ضد التدخين، والباني للمستشفيات مثل مستشفى ملحس أول مستشفى خاص في الأردن، وساهم في بناء مستشفى الملكة علياء، وخدم وزيراً للصحة لسنوات بابداع ومهارة. وظل يعمل في عيادته في سطح جبل عمان دون كلل أو ملل، حتى عندما كان يعاني من السرطان. ولقد عملت معه وزيراً في حكومتي المرحوم الشريف عبدالحميد شرف وحكومة السيد مضر بدران الثانية.

ومن الأشخاص الذين وددت لو أنهم كُرِموا الأستاذ أنور الحناوي، الذي أمضى حياته في التربية والتعليم، وكان من أنجح المدراء في إربد وفي إدارة الكلية العلمية الاسلامية. وقد عرف عنه الحزم في الادارة، والنزاهة المطلقة في التعامل، وتمكن من تخريج أجيال متميزة بادارته وحسن تدبيره.

وكذلك كنت أتمنى لو أن الراحل الدكتور محمد سعيد النابلسي، الذي عمل في البنك المركزي مستشاراً ابتداءً من عام 1968، ثم وزيراً للاقتصاد الوطني حتى اختاره دولة زيد الرفاعي عام 1973 محافظاً للبنك المركزي خلفاً للدكتور خليل السالم. ومن المفارقات أنه استبدل عام 1985 من قبل دولة زيد الرفاعي، ولكنه أُعيد بعد هبة نيسان وسقوط الدينار عام 1989 ليستلم ادارة البنك ويعمل عملاً ناجحاً. ومن مساهمات الدكتور النابلسي انشاء بورصة عمان عام 1977، وعمل مع زهير خوري لانشاء بنك الاسكان كمؤسسة اقراض متخصصة ثم كبنك تجاري. وكذلك أنشأ صندوق التقاعد الذي أُعيدت تسميته ليكون المؤسسة العامة للاستثمار، وهو ممن ساهموا في رفع شأن البنك المركزي وتعزيزه بالقوى البشرية المؤهلة.

ورغم صلة القرابة التي تربطني بالمرحوم محمد عبدالقادر شاهين، إلا أنتي أعتقد أنه من أحسن المزارعين الذين ساهموا في تطوير الزراعة في ثلاث مناطق في الأردن وهي الغور الأوسط (الكفرين وما حولها)، وفي منطقة وادي الضليل، وفي المفرق. وكذلك ساهم في ادخال تكتولوجيا الزراعة مثل البيوت البلاستيكية والري بالتنقيط، والبذار المحسنة. وكان أكبر الوسطاء في سوق الخضار، ومن أكبر المصدرين للحمضيات والخضار مثل الفلفل الحلو، والبندورة، والكوسا، والباذنجان إلى الخليج والدول الأوروبية وساهم في بناء مزارع كثيرة لملاك غائبين في مناطق الأغوار. وكانت المساحات التي يزرعها تفوق ال (20,000) دونم في مختلف مناطق المملكة.

وكذلك فإن الجائزة المستحقة في قطاع الفندقة كان يجب أن تذهب في اعتقادي إلى ميشيل نزال، أو مؤسس فندق فيلادلفيا في عمان، والذي أضحى مرتبطاً بتاريخ الأردن الحديث، وغطى على نقص وسائل الاستقبال لكبار ضيوف الأردن. وقد بقيت مساهمة آل نزال في الفندقة مستمرة.

ولا ننسى أيضاً دور الراحل خليل التلهوني الذي ركز على بناء فنادق سياحية متميزة في عمان ومنطقة البحر الميت والبتراء والعقبة، ولا ننسى أيضاً معالي السيد صلاح أبو زيد الذي كان أول وزير للإعلام في الأردن، بعدما أمضى ردحاً من الزمن يؤدي وظيفتين هامتين، الأولى يدافع عن الأردن بشراسة وفاعلية ضد الحملات الاعلامية التي كانت تُشَنُّ على الأردن ورموزه، وعرض حياته للخطر. والأمر الثاني أنه استعاد التراث الغنائي الأردني لما كان مديراً للإذاعة، وهو الذي أفسح المجال لعدد كبير من المطربين والموسيقيين ليبرزوا مثل سلوى العاص، وجميل العاص، وعبده موسى، وعايده شاهين، وغيرهم. أعتقد أن في مجال الإعلام، قدم الرجل الكثير.

ولا بد أن استذكر أيضاً الراحل حمد الفرحان، ومع أن الرجل كان له شخصية وحضور أكبر من الحياة نفسها، ولم يقسم اليمين الوزاري، ولكنه كان رئيساً لحزب قومي، وساهم بعد أن تخلى عن العمل العام في اثراء النقاش السياسي في الأردن. ولا يُنسى فضله في انشاء شركة الملاحة الأردنية حيث أصبح للأردن سفن تنقل بضائعه من ميناء العقبة. وكذلك ساهم في قطاع الزراعه خاصه انتاج البيض، وكان من الذين أوصلوا الأردن إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.

وعلى الأردن أن يقر أن بني خالد الذين نزحوا من بادية الشام إلى الأردن، وعمل كثير من أبنائهم في خدمته، قد قدموا للأردن الكثير، وكنت أتمنى أن أرى أحداً من أبناء حوشه، خاصة الشيخ سعود القاضي، والد غصاب، ونايف وحاكم وطراد والكثيرين غيرهم يُكَرم أسوة برجال العشائر الآخرين.

ويحضرني في هذا المجال أفخاذ عشائر مهمة مثل النجادات والجازي، وبخاصة الراحل مشهور الجازي. والواقع أن هنالك أشخاصاً مهمين جداً لم يعطوا ذلك التكريم. ولكن من باب الانصاف عليّ أن أقول أن عدد النساء المكرمات كان قليلاً جداً، ففي مجال الصحة، والتعليم، سواء في القطاعين العام والخاص، هنالك عدد كبير من النساء الرائدات اللواتي لم يكرمن مثل فخر النساء، وسيدات من آل قعوار، وساميه الزرو، وهنالك أيضاً رجال من آل القسوس ومن الزيادات ممن يستحقن ذلك التكريم.

وكنت أتمنى لو أن الشهيد محمد الحمد الحنيطي قد كرم أيضاً لما له دور كبير وهام في تأطير تاريخ الالتحام العربي الأردني بقضايا الأمة، وبخاصة قضية فلسطين. لقد كان استشهاده على أرض حيفا رمزاً لسلسلة من التضحيات التي قدمها أبناء الأردن البواسل ومن ابناء الجيش العربي المصطفوي على ثرى فلسطين الطهور.

ولا بد أن أذكر ثلاثة أسماء أخرى، أولها معالي الدكتور هشام الخطيب الذي أدار شركة كهرباء القدس إبان الاحتلال الاسرائيلي بجدارة. ولما انتقل إلى الأردن أبدع في استكمال بناء شبكة الضغط العالي الكهربائية في جميع أنحاء المملكة عندما كان يعمل في سلطة الكهرباء الأردنية نائباً للمدير ومن ثم مديراً عاماً لها. واستلم بعد ذلك وزارة الطاقة وكان أول وزير لها. والشخص الثاني هو معالي رائف نجم الذي عمل وزيراً للأشغال وعمل بعد ذلك بسنوات وزيراً للأوقاف. ولكن أهم انجاز له كمهندس هو أنه أشرف على أكثر من اعمار هاشمي في المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وهو من أعلم الناس بهندسة هذه الأماكن. أما ثالثهم فهو السيد علي محمود الخصاونة الذي أشرف على بناء وتشغيل مصانع البوتاس الأردنية، والتي كان إنشاؤها حلماً أردنياً.

لا يمكن أن ترضي الجميع. ولكن من الواضح أن أعداد قائمة المكرمين الأولى كانت مئة، ثم أضيف إليها أربعون آخرون بحثاً عن التوازن. ولعل هذه الاضافة هي التي فتحت باب الشكاوي من هذا التكريم. ولكن هنيئاً لمن فازوا، ولأهلهم الذين حق لهم أن يفتخروا.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF