د. فيصل غرايبة
لا أسمح لنفسي أن أفوت فرصة بلوغ الرأي الغراء الخمسين من عمرها المديد ونضالها المثابر، من أجل نماء الأردن ومستقبله وعزة العرب ومجدهم. هذه الصحيفة الأولى في الأردن العزيز، التي تثبت من خلال انتاج محرريها النجباء، أنها تلاحق الأحداث لحظة بلحظة، وتحللها وتصل الى النتائج التي تجعل من تلك الأحداث دروسا تفيد الوطن والمواطن، وتقود جهوده من أجل مستقبل الأردن، وخير الأمة العربية جميعها. ولا بد لي ان استذكر صدورها منذ عددها الأول، وكنت في ذلك الحين اداوم بين آلات مطبعتها، أتابع طباعة مجلة «الشباب»، التي تصدر عن مؤسسة رعاية الشباب، وكنت انا المحرر المسؤول لها، وصار لي بها صلات مهنية منذ صدورها في أوائل السبعينيات من القرن الفائت، وما زالت حتى الآن، علما باني لم أكن من كادرها النشط الكفؤ.
انها الجريدة الحريصة مثلما أنها المهتمة بمختلف الموضوعات -وخاصة الحساسة- والتي تهم مسيرتنا الوطنية، وهي التي تعرض افكارها وتطرح آراءها من أجل تطوير البرامج الرسمية والشعبية، في مختلف المجالات التي تهم المواطن والقارئ، من أسرية أو تعليمية أو ثقافية أو صحية أو ترويحية أو توعوية، فضلا عن الأمور الأدارية والتشريعية والقضائية، والتي تتصل بحياة الأطفال والمراهقين والشباب والكبار والمسنين جميعا، وفي المدينة والقرية والبادية على حد سواء. وقد كان لي شرف الادلاء بالرأي السوسيولوجي حول البعض منها بين فترة وأخرى، بناء على اتصال هاتفي من احد هؤلاء المحققين الصحفيين، المتابعين المتميزين بالدقة والموضوعية، من أعضاء فريق التحرير في هذه الصحيفة الغناء.
إنني اتابع كما يتابع الألوف من المتشوقين لاستجلاء طلعة الرأي النضرة كل صباح، ليقرأ صفحاتها الكثيرة واعمدتها المتعددة، وليطالع تحقيقاتها الصحفية وتقاريرها الاخبارية واستطلاعاتها المتنوعة، كتلك التي يحررها العاملون المخلصون فيها من أمثال د. فتحي الأغوات ورويدة السعايدة وجوان الكرد وأمان الشوبكي في الصفحة الشبابية، وجعفر العقيلي واحمد الطراونة في الصفحة الثقافية، وناجح حسن وزياد عساف في الصفحة الفنية، جنبا إلى جنب مع الصحافيين المبدعين من أمثال: رداد القرالة المحرر المسؤول عن المقالات، وعبد الحكيم القرالة على الشِأن المحلي، ووليد سليمان وحسين دعسة في التحقيقات الشيقة التي تعكس الحاضر والواقع، وتربطه بالماضي والمستقبل. ولم استغرب بالتأكيد انه في أكثر من مقارنة ومنافسة تحصد الرأي معظم الجوائز الثمينة، والتي ينالها كتاب صحفيون بجريدة الرأي مثل السيدات والسادة المبدعين الجادين المثابرين: تالا ايوب وجمال اشتيوي ورزان المجالي وندى شحادة، ممن أقرأ انتاجهم وأرى ابداعاتهم على صفحات الرأي العزيزة، وعبر صفحات «أبواب» الواسعة الثرية، الى جانب زميلات وزملاء كالسيدات والآنسات غدير سالم وخولة ابو قورة وسائدة السيد وسرى الضمور.
هناك اشخاص كثيرون يستحقون الاشادة والثناء، يعملون في هذا الصرح الصحفي الشامخ، ويكتبون أو يشرفون على هذه الصحيفة العريقة الرصينة، سواء من تنشر اسماؤهم ام لا تنشر.. سدد الله خطاهم جميعا.
[email protected]