النائب د. فايز بصبوص
ان المهمة المركزية في هذه المرحلة تتطلب إعادة الاعمار وتجفيف الجراح التي افرزها العدوان الصهيوني على قطاع غزة الابي المقاوم مما يعزز صمود اهل القطاع خاص والشعب الفلسطيني عامة لذلك بادر جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى الى الاطمئنان على الخدمات الطبية المقدمة من خلال المستشفى الميداني الأردني في القطاع وتعزيزه بما يتماهى وحجم المتطلبات الصحية والامن الصحي لأبناء شعبنا في القطاع فقد اوعز جلالة الملك بتحويل الحالات المستعصية للعلاج في مدينة الحسين الطبية فقد استجاب جلالته لنداءات الغزيين في معالجة طفلتين تحتاجان الى رعاية صحية متقدمة وقد باشرت الكوادر الطبية في مدينة الحسين بعمل ما يلزم. ان تلك المبادرة من قبل جلالة الملك لن تنطلق فقط من البعد الإنساني وهو من ثوابت الهاشميين التاريخية وانما من اجل تعزيز الصمود والتلاحم بين الشعبين الأردني والفلسطيني والتي تتجلى بأبهى صورة في المواجهة الأخيرة .
من هنا وبعد انتهاء العمليات العسكرية دون شروط بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني كان لافتا ان هذا الاتفاق على وقف اطلاق النار يأتي كنتيجة طبيعية للتدخلات الدولية والضغوط على السلطة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية من خلال التأثير المباشر للتصعيد الشعبي والعسكري والدولي على الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني وان استمرار حالة عدم الاستقرار ستؤدي الى خسائر اكثر فداحة على الكيان الصهيوني وعلى كل الأصعدة لذلك فان المخرج الوحيد للكيان الصهيوني لإعادة الاعتبار الى جبهته الداخلية وجنوده وآليته العسكرية هو من خلال التصعيد ضد المسجد الأقصى وعدم البحث عن أي مخرج لسياسة الاحلال التي اتبعتها الحكومة الصهيونية اتجاه حي الشيخ جراح محاولة لإجهاض المكتسبات الصهيونية التي افرزتها وما زالت تفرزها المواجهات الأخيرة .
من هنا فإننا نحذر من الركون الى اتفاق التهدئة العسكري ووقف اطلاق النار غير المشروط بالابتعاد عن استكمال مهام التصعيد الشعبي في المسجد الأقصى والشيخ جراح والضفة الغربية وهو ما يجعل الاحتلال الصهيوني يستغل ذلك الركون من اجل تحقيق أهدافه فالشيخ جراح والتهويد وهو ما برز بشكل واضح خلال الانتهاكات الصهيونية ما بعد وقف اطلاق النار من تدنيس للمستوطنين واقتحامهم للمسجد الأقصى واشتباكهم مع المقاومين الفلسطينيين المرابطين في المسجد الأقصى وتوسيع دائرة اعتقالاتهم حتى طال سبعة من موظفي وزارة الأوقاف الأردنية العاملين في الأقصى المبارك باعثا هذا الكيان برسالة الى انه لن يستجيب لكل النداءات الدولية لوقف التصعيد ووقف الإجراءات الاستفزازية اتجاه الفلسطينيين في مدينة القدس وعموم الضفة الغربية من اعتقالات حيث زاد عدد المعتقلين على الف فلسطيني بما في ذلك الجليل والمثلث والنقب وخاصة في مدينة اللد كل ذلك يستوجب قراءة جديدة لتصعيد المقاومة الشعبية وتصعيد الحراك الدبلوماسي اتجاه الكيان الصهيوني وهذا ما جعل وزير خارجيتنا الدكتور ايمن الصفدي ومن خلال تواصله مع وزير الخارجية السلطة الفلسطينية المالكي بتصريح ان الانتهاكات الصهيونية من بعد وقف اطلاق النار والاقتحامات لقطعان المستوطنين لباحات للمسجد الأقصى المبارك باتت تأخذ بعدا اخر يهدد الاستقرار ويعيد التوتر في المنطقة الى الدائرة الأولى والتي انبثقت أصلا نتيجة لهذه الاقتحامات وهذه الانتهاكات وسياسة الفصل العنصري والتي تتجلى بسطوع واضح في سياسة الاحلال التي تتبعها الحكومة الصهيونية في الشيخ جراح وفي النقب وفي عموم الأراضي الفلسطينية التاريخية لذلك يجب على منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية المقاومة تقييم تجربة المواجهة الأخيرة وإعادة التصعيد المقاوم الشعبي والعسكري اذا تطلب الامر للجم الكيان الصهيوني وتهوره وسعيه الدؤوب الى اجهاض مكتسبات الشعب الفلسطيني في المواجهة الأخيرة واحباط قواه الشعبية وقواه المحركة الجبارة على الأرض ومحاولاته الدؤوبة أيضا للجم المكتسبات الدبلوماسية والسياسية التي تم إنجازها والتي تجلت في الادانات الواسعة من قبل المجتمع الدولي للكيان الصهيوني والتي زعزعت جبهته الداخلية والإنجازات المزعومة والوهمية لدبلوماسيته في الإقليم من خلال توسيع دائرة المطبعين معه اذ المطلوب من الدبلوماسية العربية ان تتبع مسار الدبلوماسية الأردنية في الكشف اليومي عن الانتهاكات الصهيونية في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.