خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ملحمة القدس

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان الحرب الفلسطينية الاسرائيلية في شهر رمضان 2021، تعيد الى الأذهان معركة القدس عام 1948، التي خاضها الجيش العربي بقيادة الراحل عبد الله التل قائد الكتيبة السادسة، الذي نجح في توحيد فصائل المجاهدين والمتطوعين الفلسطينيين والعرب تحت قيادته، وسجل الجيش العربي خلالها سابقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، حيث لأول مرة اضطرت العصابات الصهيونية لتوقيع وثيقة استسلام، وقتل منهم «300» وأسر «350» مقاتلا، أرسلهم التل إلى معتقل المفرق، أما المدنيون اليهود وعددهم 1190 فقد سمح لهم بالمغادرة، ونتج عن المعركة الاحتفاظ بالقد? القديمة «الشرقية».

تلك المعركة كانت بين تشكيلات عسكرية نظامية مقاتلة، بينما معركة رمضان 2021 اتخذت طابعا استثنائيا، وكانت ملحمة بطولية يمكن وصفها بـ«الكف الذي يكسر المخرز»، حيث تصدى مواطنون مقدسيون معززون بدعم جماهيري، من مختلف أنحاء الضفة الغربية وفلسطين الداخل بصدور عارية، في وحدة وطنية ملهمة للقيادات السياسية المتخاصمة، دفاعا عن المسجد الاقصى في وجه اقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال، بالتزامن مع التضامن مع سكان حي الشيخ جراح في القدس، الذين تهددهم سلطات الاحتلال بالتهجير، وهي الشعلة التي أطلقت المواجهة الكبرى .

كان ذلك على امتداد أسابيع قبل أن يتطورالموقف، بمفاجأة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه القدس المحتلة وتل ابيب،ومناطق أخرى في عمق الكيان الصهيوني،وكذلك مستوطنات غلاف غزة، وهذه المفاجأة أذهلت دولة الاحتلال وسكانها في الداخل،الذين كانوا يعتقدون أنهم في حماية «القبة الحديدية » !

في حساب الربح والخسارة لا شك أن الخسائر البشرية والمادية في الجانب الفلسطيني كانت أكبر، بسبب التفوق الجوي والتسليحي لجيش الاحتلال، وهذه حالة مزمنة في الصراع العربي الصهيوني منذ النكبة الكبرى عام 1948، فكان سلاح الطيران دائما عنصر الحسم لصالح العدو، أما في حرب رمضان الجديدة ، فقد أكد الشعب الفلسطيني قدرته على الصمود والمقاومة والتضحية بلا حدود، متسلحا بإرادة حديدية وإيمان راسخ بعدالة قضيته. والعنصر الجديد والمهم في هذه الانتفاضة الشاملة هو الحضور اللافت لجيل الشباب، وكثيرون منهم تحت سن العشرين بعد أن راهنت ?سرائيل وحتى بعض العرب، على نسيان الاجيال الفلسطينية الجديدة لقضيتهم، لكن تبين أنهم أكثر صلابة في مواجهة المحتل.

مخرجات هذه الحرب وبضمنها الانتفاضة الفلسطينية الشاملة، من البحر الى النهر، وتظاهرات التضامن في كثير من الدول العربية والعالم، ينبغي أن ترسم خارطة سياسية جديدة ، تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية، باتجاه إعادتها الى صدارة الأجندة الدولية، وفرض معطيات جديدة بشأن أي تسوية، وتغيير المعادلات التي فرضتها اتفاقية أوسلو، والمهم أيضا أن هذه الحرب يجب أنه تسرع بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام!

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF